اتهمت بيونغيانغ خلال محادثات نادرة مع جيفري فلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، واشنطن بممارسة «ابتزاز نووي» لتأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية، لكنها وافقت على إجراء اتصالات مع المنظمة الدولية على مختلف المستويات، ما يشير إلى أن «استراتيجية العزل» الأميركية لنظام كيم جونغ أون بعد تجربته النووية السادسة مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي بدأت تعطي الثمار المنشودة على صعيد دفع النظام إلى الحوار. وعلّق مارك توكولا، المسؤول الثاني السابق في السفارة الأميركية بسيول، على زيارة فيلتمان التي استمرت 5 أيام، بأن «واشنطن تعلم أن بيونغيانغ مهتمة بسمعتها» التي تأثرت بالتأكيد بطرد دول عدة ديبلوماسييها في الأسابيع الأخيرة، بينها المكسيك والبيرو وإيطاليا وإسبانيا والكويت، فيما تستعد البرتغال والإمارات لفعل المثل. لكنه استدرك أن «خطة المرحلة الثانية لاستراتيجية أميركا في حال استئناف بيونغيانغ المفاوضات لا تزال غير واضحة، خصوصاً بعدما أعلن كيم استكمال البرامج الصاروخية لبلاده التي باتت قادرة على ضرب أراضي الولاياتالمتحدة»، مستبعداً نقل فيلتمان، وهو ديبلوماسي أميركي سابق أيضاً، رسالة مباشرة من واشنطن لنظام كيم. لكن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن مبعوثها لشؤون كوريا الشمالية جوزف يون سيتوجه إلى اليابان وتايلاند بدءاً من الإثنين لبحث كيفية زيادة الضغط على بيونغيانغ بعد أحدث تجربة أجرتها لإطلاق صاروخ باليستي الأسبوع الماضي. وأكدت الوزارة أن الولاياتالمتحدة تتطلع إلى مواصلة شراكتها مع كلتا الدولتين كي تعود كوريا الشمالية إلى محادثات موثوق بها من أجل نزع السلاح النووي. والتقى فلتمان، خلال الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول بارز في الأممالمتحدة إلى بيونغاينغ منذ 2010 والتي جاءت بعد أسبوع على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يستطيع بلوغ أراضي الولاياتالمتحدة، وزيرَ الخارجية ري هونغ هو ونائبه باك ميونغ كوك. وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية بأن «بيونغيانغ أبلغت المسؤول الأممي بأن سياسة العداء التي تتبعها الولاياتالمتحدة تجاهنا وابتزازنا نووياً تسببا في الوضع الحالي المتوتر في شبه الجزيرة الكورية». وأشارت الوكالة إلى أن فيلتمان «أبدى استعداده لتخفيف حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية، واعترف بالتأثيرات السلبية للعقوبات على المساعدات الإنسانية التي تعهد تيسيرها». وفيما استهل فلتمان زيارته بعد بدء أهم تدريبات جوية كورية جنوبية أميركية مشتركة، كررت الوكالة الكورية الشمالية مجدداً موقف بيونغيانغ من أن هذه التدريبات «تكشف نية إعداد ضربة نووية استباقية مفاجئة ضدنا». ومع وصول فيلتمان إلى بكين، نقل الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الصينية عن الوزير وانغ يي قوله إن «شبه الجزيرة الكورية ما زالت غارقة في دوامة من عروض القوة والمواجهات، والآفاق لا تثير تفاؤلاً»، لكنه استدرك بأن «الأمل في السلام لم يتوقف وآفاق مفاوضات ما زالت قائمة، ولا يمكن القبول بخيار تدخل عسكري». ودافع وانغ عن خيار «الوقف المزدوج» لاختبارات الأسلحة الكورية الشمالية والتدريبات المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية، معتبراً أنها الخطوات الأولى للخروج من ثقب الكراهية الأسود الذي غرقت فيه شبه الجزيرة، وتوفير الشروط الضرورية لاستئناف الحوار. إلى ذلك، حض ممثلو «الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية» (إيكان) الفائزة بجائزة نوبل للسلام هذه السنة، الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية على وقف التصعيد، وأبدوا قلقهم من وجود «تهديد وشيك». وقالت مديرة الحملة بياتريس فين: «أحض زعيمي البلدين على عدم تنفيذ خطوة إلى الوراء، ووقف التهديد باستخدام أسلحة دمار شامل لقتل مئات الآلاف من المدنيين، والتزام الحلول الديبلوماسية والعمل للقضاء على الأسلحة النووية التي لا تجعلنا أكثر أماناً، ولا تشكل وسيلة ردع، بل تشجع دولاً أخرى على اقتناء أسلحة نووية». على صعيد آخر، أوقف خفر السواحل الياباني 3 من طاقم سفينة كورية شمالية اتهمهم بسرقة محرك من كوخ في جزيرة هوكايدو غير المأهولة، في وقت زاد الدخول الكثيف لزوارق الصيد الكورية الشمالية إلى المياه الإقليمية اليابانية، المخاوفَ من وجود جواسيس على متنها. وأفاد الجهاز بأن 28 سفينة صيد دخلت المياه الإقليمية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في مقابل 4 في الشهر ذاته من العام الماضي.