أحيا الفلسطينيون أمس، الذكرى التاسعة والعشرين لإعلان الاستقلال الفلسطيني الذي أعلنه الزعيم الراحل ياسر عرفات في خطاب أمام المجلس الوطني الفلسطيني في ذورة الانتفاضة الشعبية الأولى في الخامس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1988 في قصر الصنوبر في العاصمة الجزائرية. وجاء في إعلان الاستقلال الذي كتبه الشاعر الراحل محمود درويش وأعلنه عرفات: «إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف». ونصّت وثيقة الاستقلال على «مواصلة النضال من أجل جلاء الاحتلال وترسيخ السيادة والاستقلال». وجاء فيها: «تهيب دولة فلسطينبالأممالمتحدة التي تتحمل مسؤولية خاصة تجاه الشعب العربي الفلسطيني ووطنه، وتهيب بشعوب العالم ودوله المحبة للسلام والحرية أن تعينها على تحقيق أهدافها، ووضع حد لمأساة شعبها». واعترفت ثمانون دولة من دول العالم بدولة فلسطين عقب إعلان الاستقلال. وبعد حصول فلسطين على مكانة عضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012، اعترفت بها 138 دولة. وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العاشر من أيلول (سبتمبر) 2015 رفع علم فلسطين في المقر الرئيس للمنظمة في نيويورك، بصفتها دولة مراقب. وانضمت فلسطين، عقب حصولها على مكانة عضو مراقب في الأممالمتحدة، إلى العديد من المنظمات والمعاهدات والمواثيق الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية عام 2014. ووجّه الرئيس محمود عباس كلمة إلى الشعب الفلسطيني لمناسبة ذكرى إعلان الاستقلال، جاء فيها: «إن دولة فلسطين الحرة والمستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية آتية لا محالة». وأضاف: «أن الرئيس الشهيد ياسر عرفات عندما أعلن قيام الدولة الفلسطينية عام 1988، إنما أراد أن يرسل رسالة سلام إلى العالم، وأن يستثمر سياسياً تضحيات الشعب الفلسطيني وكفاحه في الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الباسلة، وذلك كي لا تتكرر المأساة بأن تذهب هذة التضحيات من دون أي إنجاز». ومضى يقول إن «العالم اليوم هو أكثر تفهماً لحقوق الشعب الفلسطيني، بخاصة حقه في تقرير المصير وبالحرية والاستقلال»، مشيراً إلى اعتراف 138 دولة بالدولة الفلسطينية المستقلة، إضافة إلى ما تم إنجازه على صعيد انضمام دولة فلسطين إلى عشرات المنظمات والمؤسسات الدولية، ومن بينها منظمة اليونسكو ومحكمة الجنايات الدولية وأخيراً منظمة الإنتربول». وقال الرئيس إن «الدولة الفلسطينية قد أصبحت موجودة ومعترف بها، ولا أحد يمكنه تجاهلها أو القفز عنها»، مشيراً إلى أن المطلوب اليوم هو أن تعترف إسرائيل بهذه الدولة في إطار مبدأ حل الدولتين الذي ينادي به المجتمع الدولي، دولتان تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وسلام. وأكد الرئيس عباس أن الشعب الفلسطيني الذي بدأ كفاحه المشروع منذ 100 عام، منذ وعد بلفور، «سيواصل كفاحه ولن يرضخ ولن يتخلى عن ثوابته وحقوقه الوطنية المشروعه المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمة هذه الحقوق، حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». وأشاد عباس بأهمية الخطوات التي بدأت بمساعدة مصر، «من أجل إنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة الوطنية»، مؤكداً أن «هذا ليس خياراً بل هو هدف مقدس للشعب الفلسطيني سنعمل على تحقيقه». وقال أن «الوحدة الوطنية الصلبة هي طريقنا إلى الحرية والاستقلال الناجز».