أصدرت الشاعرة والكاتبة ياسمين حناوي عملها الروائي الأول بعنوان «أغَباني» عن الدار العربية للعلوم ناشرون، ليكون باكورة أعمالها الروائية بعد ديوانين شعريين سبق أن قدمتهما للجمهور العربي، وحملا اسمي «رائحة الياسمين» و«فلامنكو» في عامي 2013 و2015 وصدرا عن الدار نفسها. واختارت ياسمين أن تختتم عام 2017 برفقة عملٍ أدبي أهدته إلى محاربي التغريبة السورية، بعد سنين عاصفة من الحرب الحاصلة على أرض وطنها، مُفضلّة استخدام أسلوب الرواية لتجسيد قصة حبٍّ في زمن الحرب، منتقلةً بأسلوبها الشعري الذي تعودنا عليه بين زمنين، الأول في الرياض، والآخر في دمشق، مدينة أحلامها وأحبائها. عن الرواية تقول حناوي: «لم يكن من السهل عليَّ تجسيد حالة حربٍ أكلت الأخضر واليابس في كل مدننا السورية بين دفتي كتاب. لذا كان أغَباني مجرد فصلٍ أول بين سلسلة فصول شعرت بها على مدى سبعٍ عجاف، وحمّلته كل اختلاجاتي النفسية تجاه مسقط رأسي الروحي، مستعيرةً أحداثاً حقيقية حصل بعضها معي شخصياً، وحدث الآخر مع أقربائي وأصدقائي». وعن سبب تسمية الرواية بهذا العنوان، ذكرت أن الأغباني هو حرفة سورية قديمة، تعتمد على التطريز على الأقمشة بأسلوب معيّن، وما بين القضايا التي عالجتها الرواية بشكلٍ مباشر كسورية في زمن الحرب، وهجرة أبنائها، وانبثاق الحنين إلى الماضي، أو التي تطرقت إليها بشكلٍ غير مباشر، كحال الفلسطينيين والعراقيين المقيمين في العاصمة، وظهور العديد من أشكال الجماعات المتشددة المستوردة من الخارج، يظهر الأغباني كممثلٍ حقيقي للنسيج الاجتماعي الفَيحائي بثورته، بحبه، بلجوئه، بتعصبه، بأعرافه، وبالخسارات التي حلّت فوق رأسه». ومن الرواية نذكر: «كيف لمن وهب حياته طوع دمشق أن يتعوّد على الحياة في مدينةٍ أخرى؟! وكيف لمن عاش بقلبٍ سليمٍ معافى مكتمل الأركان العاطفية أن يستبدله فجأة بقلبٍ آخر مهزوز البُطين والأُذين وكل الأرجاء؟! وكيف لمن امتلك ذاكرة فولاذية تتذكر المقعد الأول والكلمة الأولى ومشروع الحب الأول أن يُصاب بزهايمر الحب المبكر؟! وكيف لمن جرّب الوطن بفصوله العشرة من فوق سفح قاسيون ومن تحت جسر فيكتوريا، أن يتقبل ببساطة السفر منه بحقيبةٍ وحيدة فيها بقايا أصدقاء ولملمات صورٍ محروقة، وبضع مأكولات وكيس بُنٍ سوري؟!» وقدّم للرواية الكاتب السوري قحطان مهنا، وفيه يقول: «العشق آسر، آسر لمن يقع فيه، وآسر لمن يرقبه، إنه متعة للناظرين! فالعشق فن راقٍ، كثيرون يجيدونه، لكن قلة منهم يجيد سبره، وكشف القوى الكامنة فيه، ياسمين حناوي. واحدة من هذه القلة».