احتلت الرياضوجدة المرتبتين الرابعة والخامسة بحسب تقرير نشر أخيراً، بعنوان «مدن المستقبل العالمية من منظور دول مجلس التعاون الخليجي»، والذي تم الكشف عنه في القمة العالمية للحكومات 2017. وتستثمر العاصمة السعودية بشكل متزايد لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للخدمات اللوجيستية والأعمال، في حين تستقبل جدة الحجاج، ما يجعلها من أهم المراكز الثقافية الرئيسة. وصنف التقرير الذي أصدرته شركة «أيه تي كيرني»، الرياض «أكبر مدن مجلس التعاون الخليجي في تعداد السكان، والرابعة في تصنيف المدن العالمية الجاهزة للمستقبل بين دول المجلس». وتهدف «رؤية المملكة 2030» إلى وضع البلاد في قلب العالمين العربي والإسلامي، وجعلها قوة استثمارية، والمحور الرابط بين ثلاث قارات. ورأى التقرير أن الرياض في وضع «ممتاز» لتحقيق هذا الهدف. وتركز الجهود الحكومية على إحداث تطوير نوعي للبنية التحتية للنقل في الرياض، ونقل مقر الهيئة العامة للطيران المدني إلى العاصمة، كجزء من الجهود التي تبذلها المدينة لتصبح مركزاً إقليمياً للخدمات اللوجيستية في الشرق الأوسط. وصنف التقرير جدة في المرتبة الخامسة على مستوى دول مجلس التعاون الأكثر جاهزية للمستقبل، بفضل المشاريع الكبرى التي يجري تطوير البنية التحتية لها وتحفيز الأنشطة التجارية فيها، في حين لا تزال المدينة مركزاً إسلامياً رئيساً في المنطقة. بدوره، قال المدير في «أيه تي كيرني» المؤلف المشارك للتقرير أنطوان نصر: «تركز المملكة على تطوير القطاعات الحيوية في المدن الرئيسة، تماشيا مع رؤية 2030، والهادفة إلى وضع ثلاث من مدنها في مصاف أكبر 100 المدن العالمية. ولكل من الرياضوجدة، إضافة إلى مدن رئيسة أخرى، خصائص فريدة تبشر بفرص نمو عالية في منطقة الخليج». دولياً، ما تزال نيويوركولندن وباريس في الصدراة من دون منازع، على رغم احتمال تأثر جاذبية لندن كمركز عالمي، نظراً لخروجها من الاتحاد الأوروبي. فيما حدد التقرير كلا من: ملبورن، وسان فرانسيسكو، وجنيف مدناً ذات قدرات كبيرة للتقدم في السنوات المقبلة، مدفوعة بتغيير السياسات والتوازنات العالمية. ويقدم تقرير مدن المستقبل العالمية تقييماً لمكانة مدن دول الخليج، وقياس مدى تفاعل كل مدينة ضمن خمسة أبعاد، هي: النشاط التجاري، ورأس المال البشري، وتبادل المعلومات، والخبرات الثقافية، والسياسية. بدوره، توقع المدير في «أيه تي كيرني» المؤلف المشارك في التقرير مايكل رومكي، استمرار وضع المدن الإقليمية لاستراتيجيات قائمة على الابتكار والتميز، وتشمل الاستراتيجيات الناجحة لمدن دول الخليج القرارات الحاسمة التي تتخذها لتغطي الابتكار، ونماذج الأعمال الجديدة، وشبكات رأس المال البشري، والحكومات الجاهزة للمستقبل والبنى التحتية المترابطة. يذكر أن «أيه تي كيرني» تدرس منذ العام 2008 العوامل التي تجعل من المدن عالمية. وتشمل هذه العوامل نفوذ وسلطة المدينة في المشهد العالمي، ومدى مشاركتها للأفكار والقيم المؤثرة على المدن الأخرى، وإذا ما كانت جاذبة لرؤوس الأموال والمواهب من جميع أنحاء العالم.