قتل حارس أمن أفغاني أمس، ثلاثة أميركيين في مستشفى في كابول تديره منظمة أميركية مسيحية، في إطار هجمات تستهدف مدنيين أجانب في البلاد. أتى ذلك فيما تستعد أفغانستان لتنظيم دورة ثانية لانتخابات الرئاسة الشهر المقبل، بعدما أظهرت نتائج غير نهائية تقدّم وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله ووزير المال السابق أشرف غاني، لكن أياً منهما لن ينال غالبية مطلقة تخوّله الفوز من الدورة الأولى. وأشارت وزيرة الصحة الأفغانية ثريا دليل إلى مقتل طبيب أطفال أميركي عمِل «من أجل الشعب الأفغاني» في مستشفى «كيور انترناشيونال» غرب كابول طيلة السنوات السبع الماضية، إضافة إلى أميركيَّين هما أب وابنه، كانا يزوران الطبيب في المستشفى. وأضافت أن ممرضة أميركية جُرِحت أيضاً، متحدثة عن اعتداء «غير إنساني ووحشي، سيؤثر في خدماتنا الصحية». وأعلنت السلطات الأفغانية أن المهاجم كان حارس أمن مولجاً حماية المستشفى، مشيرة إلى أنه أطلق النار على الضحايا لدى خروجهم من المستشفى. وأضافت انه حاول الانتحار عبر إطلاق رصاصة في رأسه، لكنه خضع لجراحة ناجحة، مستدركة أن «وضعه ما زال حرجاً». وتسعى السلطات إلى استجواب المهاجم لمعرفة دوافعه، علماً بأن السفارة الأميركية في كابول أكدت مقتل الأميركيين الثلاثة، معربة عن «حزن عميق». ولفتت إلى أن «هذا الاعتداء الإرهابي يحرم الأفغان من خبرة طبية قيّمة». والمستشفى المتخصص في صحة الطفل والأمومة والجراحة العامة، تديره منظمة «كيور إنترناشيونال» منذ العام 2005، بدعوة من الحكومة الأفغانية. وأفادت المنظمة التي أُسِّست عام 1998 وتنشط في 29 بلداً، بأن 27 طبيباً و64 ممرضاً يعملون في المستشفى الذي يتسع لمئة سرير ويُعالج فيه حوالى 37 ألف مريض سنوياً. وشهدت كابول موجة هجمات على مدنيين أجانب هذا العام، فيما يستعد التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، لسحب معظم قواته من أفغانستان بحلول نهاية العام. وأعلنت السلطات أمس، تحرير أحمد شاه وحيد، وهو نائب وزير الأشغال العامة، شرق البلاد بعد خطفه. في غضون ذلك، يتجه عبدالله عبدالله وأشرف غاني إلى دورة ثانية في انتخابات الرئاسة في 28 أيار (مايو) المقبل، إذ أظهر فرز 82.6 في المئة من الأصوات في الاقتراع الذي نُظم في 5 من الشهر الجاري، نيل الأول 43.8 في المئة من الأصوات والثاني 32.9 في المئة. على صعيد آخر، أعلن الجيش الباكستاني مقتل 16 مسلحاً، بغارة شنّتها مقاتلاته على منطقة خيبر القبلية شمال غربي البلاد على الحدود مع أفغانستان. وقال ضابط في الجيش إن الغارات أتت بعد التثبّت من معلومات أفادت بأن إرهابيين متورطين بتفجيرات في إسلام أباد أخيراً، وهجمات على الشرطة وضباط أمن في شمال غربي البلاد، كانوا يختبئون في المنطقة. وأضاف أن قوات برية نفذت «عمليات في المنطقة» بعد الغارات. وكانت حركة «طالبان» الباكستانية أنهت الأسبوع الماضي وقفاً لإطلاق النار استمر 40 يوماً.