المرور بالأوقات الصعبة أمر لا مفر منه في الحياة، سواء كنت تتعامل مع مشكلة صحية أو كنت تواجه أزمة مالية. ومن المهم للفرد أن يعرف أن مفتاح غالب المشاكل عادة ما يكون في يده إلا أن ازدحام أفكاره وتسرعه وعدم امتلاكه للقوة الذهنية الكافية لمواجهة الأزمة هي التي تقف في طريق تخطيه لها. ونقل موقع «سايكولوجي توداي» عن الأخصائية النفسية أيمي مورين قولها إن بقاء الفرد قوياً في خضم المصاعب يتطلب منه القدرة على إدارة أفكاره، ومشاعره وسلوكه، إذ أن حسن إدارة هذه الأمور الثلاثة كفيل بأن يجعله يخرج من أزمته أقوى من قبل. وذكرت أيمي أن الخطوة الأولى في مواجهة الأزمات هي بقدرة الفرد على تقبل الأمر، والتقبل هنا لا يعني الاتفاق والإذعان، بل يعني الإقرار بما يحدث ومواجهته على أرض الواقع، فمثلاً قد يرفض الفرد فكرة العنصرية، إلا أنه يجب عليه تقبل وجودها في بعض الأحيان للتمكن من تحديد الطريقة المثلى لمواجهتها. وضربت الأخصائية النفسية مثالاًً على هذا الأمر قائلة إن شخص ما قد يعلق في ازدحام حركة المرور، وهنا يمكنه أن يواجه الأمر بالاستنكار، وترديده لجمل مثل «هذا ليس عدلاً، أو لماذا يحدث لي ذلك؟»، لينتابه الغضب ويبدأ بالصراخ وضرب مقبض السيارة، بينما سيكون هناك سائق آخر عالقاً في الزحام ذاته ويذكر نفسه بأن هناك الملايين من السيارات على الطريق كل يوم، وأنه لا بد من حدوث الاختناقات المرورية، ما يجعله يشعر بتقبل الأمر ليتعامل معه بهدوء ليستغل وقوف سيارته في الزحام لتخليص أمر ما أو للتأمل على أنغام الموسيقى مثلاً. وأضافت أيمي أن قبول الواقع يساعد الفرد في الإنتقال إلى الخطوة الثانية وهي إدارة أفكاره وتنظيم عواطفه التي تعتبر مفتاحه إلى السلوك الإنتاجي، إذ إن الخيارات التي يذهب إليها عند مواجهته للمشاكل تحدد مدى سرعة الفرد في إيجاد الحل لها. وهنا يجب على الفرد أن يسأل نفسه عن الأمور التي يتوجب عليه القيام بها لمساعدة نفسه والبدء بتطبيقه لتخطي الأزمة. ولأن عقل الإنسان من الممكن أن يكون صديقه الودود أو عدوه اللدود في آن واحد، أوضحت أيمي أن الخطوة الثالثة تحتم على الفرد الاستماع إلى أفكاره وحديثه الداخلي مع نفسه ومراقبتهما، وفي حال شعوره بأن حديثه الداخلي سلبي مثل أن يقول لنفسه «أنا لا أستطيع تحمل الوضع، وأنا لا أستطيع مواجهة الأمر» فعليه محاولة تعديل ذلك فوراً والسيطرة على أفكاره وإعطاء نفسه دفعة من الرسائل الإيجابية حتى لا تتحول أفكاره السلبية إلى وقائع في حال إذعانه أمامها. وأخيراً، أشارت أيمي إلى أن بناء القوة العقلية أمر مماثل لبناء القوة البدنية، إذ يجب أن لا يكون وقت مواجهتة الفرد للأزمة هو وقت تدريبه لعضلة العقل، فالفرد لا ينتظر حتى الوقت الذي يتحتم فيه عليه رفع الأوزان الثقيلة ليبدأ في تدريب عضلات جسده، بل يجب أن يجهز نفسه بدنياً لذلك قبل فترة مناسبة. وأوضحت أيمي أن الطريقة المثلى لامتلاك القوة الذهنية تتمثل في تدريب الفرد لذهنه في شكل يومي باستخدام الخطوات الثلاثة في مواجهة أمور يومية بسيطة، ليتحلى بالقوة والخبرة الكافية لمواجهة ما هو أكبر منها في المستقبل.