الخليجيون ... رضخوا أخيراً الى المشاركة في بطولة غرب آسيا للمنتخبات، لا يهم ان كانوا خمس دول ولا يهم ان كانوا شاركوا بالمنتخبات الرديفة، فمبدأ المشاركة فيها يعكس تصحيح نظرة الخليجيين باتجاه هذه البطولة واتحادها، بعد أن كانوا يرفضون الانضمام اليها بحجج مختلفة... معظمها غير مقنع! مع ذلك، فلا تزال هذه البطولة بحاجة ماسة الى منتخبات لها ثقلها في غرب القارة، واتحدث هنا عن السعودية وقطر والإمارات، التي نستطيع أن نصفها حالياً بأنها «قوى الخليج»، وعلى رغم اعلانها الانضمام لاتحاد غرب آسيا منذ عام تقريباً، الا انها لم تفعّل نشاطها – باسثناء قطر في 2008-، وكأنها تنتظر «شيئاً» حتى تبدأ المشاركة! لا أعرف ما هو هذا «الشيء» لكنني أجزم بأن له علاقة وثيقة ببطولة كأس الخليج العربي، أما ازدحام اجندة المشاركات الخارجية والمسابقات المحلية فهي أصبحت شماعة نعلق عليها أعذارنا الوهمية، مع أن مواعيد بطولة غرب آسيا معروفة سلفاً، حتى أنها أكثر استقراراً وانتظاماً من أعرق بطولات المنطقة، وأقصد هنا كأس الخليج التي يبدو أنها ستحمل على النعش قريباً! لعل هذه النسخة بالذات في ظل مأزق «خليجي 20» يذكرنا بفكرة السيد محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي، في توسعة نطاق المشاركة في «كأس الخليج» لتشمل دول غرب آسيا. ابن همام طالب بها من خلال منظور آسيوي بعيداً عن العواطف التي يحكمها البعد الجغرافي لبلدان الخليج، لكنه واجه معارضة خليجية، كون كأس الخليج بطولة خاصة بدول الخليج العربي ولابد ان تحتفظ بشكلها ومضمونها وطبيعتها التي تختص بدول المنطقة. لكن بكل صراحة، اننا نعبث بإرث تاريخي عمره ممتد 40 عاماً، نحن لا نحترمها ولا نقدرها، وهي التي لها «جمايل» علينا ولم نكن سنرى العالمية الا من خلالها، كيف لا نستطيع أن نضع لهذه البطولة الغالية علينا كخليجيين موعداً محدداً في ظل البرمجة الزمنية للاتحاد الدولي لكرة القدم (حتى 2018) والاتحاد الآسيوي (حتى 2014)؟ كيف لا نعرف متى وأين ستلعب كأس الخليج في السنوات المقبلة؟ كيف تتبدل آراؤنا وقراراتنا بسرعة الضوء في المشاركة فيها؟ حتى اننا نفكر بصوت عال بأننا سنشارك بالمنتخبات الرديفة؟ فإذا كنا نرى بأنها ثانوية بالمقارنة مع الاستحقاقات الاخرى ... لماذا نستمر فيها إذاً؟ من الأفضل أن نوقفها ونقفل صندوقها، احتراماً منا لها، لتبقى ذكرى رائعة في سجلاتنا وصورنا ووثائقنا، وهناك بطولات عالمية انتهت بطريقة محترمة ولا تزال تحظى بسمعة طيبة. مشهد رضوخ الخليجيين ومشاركتهم في بطولة غرب آسيا في هذه النسخة، يقدم ويظهر أبعاداً متجددة حول بطولات كأس الخليج، أبرزها استمراريتها ومواعيدها والتزامنا نحوها، وتعطينا نتيجتين لا ثالث لهما، أما ان نهاية عصر بطولات كأس الخليج قد اقترب، أو انه انذار لاتحادات دول الخليج بالالتزام بموعد ثابت لكأس الخليج. [email protected]