إضافة إلى الضرر الكبير الذي يسببه التدخين، تتعرض الرئة لكميَّة هائلة من الجسيمات والمواد الضارَّة والكثير من الجراثيم والفيروسات القاتلة، من خلال شهق الإنسان أكثر من سبعة آلاف ليتر من الهواء يومياً، ولكنها تظل صامدة وتقوم بوظائفها كاملة من دون تقصير. ونشرت مجلة «ساينس» آليَّات الدفاع التي يمتلكها الجهاز التنفسي ضدَّ هذه العوامل المُمرضة، والتي تُشكّل خط الدفاع الأول عن الجسم ضد أخطر الأمراض وأكثرها فتكًا: التصفية: تقوم الشعيرات الصغيرة الموجودة في تجويف الأنف بتصفية الجزئيات الكبيرة الموجودة في الهواء المُستنشَق، وكذلك يعتبر السعال والتقشُّع من الطرق التي تطرد بها الرئتين هذه الجزيئات في حال وصولها إليها. الأهداب: الجهاز التنفسي مُبطَّن بأهداب صغيرة كثيفة وبمادة مخاطية لزجة تقوم بالتقاط الجسميات العضوية وغير العضويَّة التي تصل إلى الرئتين وجرفها إلى الخارج من طريق تيَّار «مخاطي هدبي – Mucociliary». فاعل بالسطح الرئوي (السورفاكتانت): «السورفاكتانت – Pulmonary surfactant» هي مجموعة متنوِّعة من البروتينات السكريَّة تلعب دوراً هاماً في عمل الرئتين ولها أيضاً دور هام في حماية بطانة الرئتين من الجراثيم على وجه التحديد. الكريات البيضاء: هناك العديد من الكريات البيضاء التي تحمي أسناخ الرئتين وتقوم بوظائف متنوِّعة منها إفراز سموم تقضي على الجراثيم وتُثبِّط نموها وأهمُّها «البلاعم – Leukocytes macrophages» والتي هي كريات بيضاء كبيرة تبتلع الجراثيم والجزيئات الكبيرة، أي أنَّها تقوم بما يُشبه الكنس. هناك العديد من الحالات الفيزيولوجية (أهمُّها التقدُّم بالعمر) والمرضية (أهمُّها أمراض نقص المناعة الذاتيَّة Autoimmune diseases) التي تُسبِّب ضعفًا أو اضطراباًً في الآليات السابقة، ما قد يُعرِّض الجسم لأمراض التهابية تتراوح خطورتها من حالة إلى أخرى. وفي حال فشل الآليات السابقة الذكر في الحماية من غزو الجراثيم والفيروسات للجهاز التنفسي، يبدأ دور الجهاز المناعي والأدوية المتنوِّعة المدعمة له في مواجهة هذا الغزو.