أكدت السلطات البلجيكية استقرار الوضع الأمني، على رغم فرض الدرجة الثالثة المرتفعة من مستوى التأهب التي تحدد الخطر بأنه «محتمل وممكن لكن ليس وشيكاً» منذ اعتداءات بروكسيل التي حصدت 32 قتيلاً في 22 آذار (مارس) الماضي. يأتي ذلك في ظل تكرار الإنذارات الكاذبة، وأحدثها أمس، ناتج من حزام ناسف «مزيف» حمله مشبوه قرب مركز تجاري في منطقة «سيتي 2» في بروكسيل، وتبين أنه يحتوي على ملح وبسكويت. وأكد رئيس الوزراء شارل ميشال بعد اجتماع طارىء عقده مجلس الأمن البلجيكي أن «الوضع تحت السيطرة»، فيما نصح وزير الداخلية جان جانبون المواطنين ب «تفادي سيطرة الخوف عليهم في ظل عدم وجود تهديدات إرهابية». وعلّق على الاستنفار الأمني الذي شهده وسط العاصمة لمدة 5 ساعات أمس، إثر تلقي الشرطة بلاغاً عن احتمال وجود قنبلة، قائلاً: «حين يثير أحد وجود حزام ناسف يجب اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة». وأوضحت مصادر أمنية أن المعتقل يبلغ 26 من العمر، وهو من أصحاب السوابق، علماً أن ثلاثة أشخاص أوقفوا السبت الماضي بتهمة «التخطيط للقتل في إطار عمل إرهابي»، في وقت تعيش بروكسيل على وقع مداهمات واعتقالات كثيفة ترتبط بتقارير أمنية عن وجود مخططات لشن اعتداءات ضد مراكز تجارية، خصوصاً في منطقة «سيتي 2» ومتاجر «غاليري لويز» الفخمة وتجمع للجمهور في ساحة روجييه، حيث يتابع أنصار المنتخب البلجيكي لكرة القدم مبارياته ضمن منافسات بطولة كأس الأمم الأوروبية التي تستضيفها فرنسا حالياً. لكن هذه العمليات لم تشهد ضبط أسلحة قد يكون أنصار تنظيم «داعش» تزودوا بها لتنفيذ اعتداءاتهم ضد «أهداف سهلة»، أي أماكن مكتظة بالناس صعب حمايتها بالكامل. وأوقفت السلطات في بروكسيل مطلع الأسبوع، ستة أشخاص، في إطار التحقيق في اعتداء فاشل على قطار تاليس الذي يربط بين امسترداموباريس في 21 اب (أغسطس) 2015 ثم أطلقتهم بلا توجيه تهم إليهم. على صعيد آخر، اعتقل ابرهيم عبريني، شقيق محمد عبريني البلجيكي المغربي الأصل الذي تتهمه السلطات بالتورط في اعتداءات بروكسيلوباريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 والتي أسفرت عن 130 قتيلاً. وأودع ابراهيم السجن لانتهاكه شروط إطلاقه بعد اتهامه في مطلع آذار الماضي ب «المشاركة في نشاطات مجموعة إرهابية». وكانت كاميرات مراقبة صورت محمد عبريني في محطة وقود في لواز (شمال باريس) قبل يومين من اعتداءات باريس، برفقة صلاح عبدالسلام المشبوه الرئيس الموقوف في فرنسا. وهو اعترف غداة توقيفه في بروكسيل في 9 نيسان (أبريل) بأنه «رجل القبعة» الذي رافق شخصين هاجما مطار بروكسيل، فيما استهدف ثالث مطار العاصمة. في فرنسا، أوقف ثلاثة أشخاص كانوا على صلة بالعروسي عبدالله الذي قتل طعناً شرطياً وشريكته قرب باريس الثلثاء الماضي، وذلك للاشتباه في تنفيذهم عمليات رصد استهدفت شرطيَين في منطقة إيفلين غرب باريس. وكانت صدرت أحكام في الماضي ضد الرجال الثلاثة في قضايا ذات طابع إرهابي.