أعلنت مصادر أمنية عراقية أن القوات المشتركة تمكنت من السيطرة على المجمع الحكومي، وسط الفلوجة، بعد أربعة أسابيع من المعارك الضارية، لاستعادة المدينة التي تعد أحد أبرز معاقل «داعش». وقال قائد العمليات الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي أن قوات مكافحة الإرهاب والرد السريع التابع للشرطة الاتحادية في مقدم القوات المشاركة في استعادة السيطرة على الفلوجة». وأكد الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية «تحرير المجمع الحكومي» الذي يضم مبنى قائممقامية المدينة ومبنى المجلس المحلي ومديرية الشرطة ومقرات أمنية. وأضاف أن «المجمع يمثل رمز المدينة، وتحريره هو استعادة لهيبة الدولة وإعادة فرض القانون»، مؤكداً أن «قواتنا تطارد عناصر داعش وسط الفلوجة». وقال الساعدي أن «القوات الأمنية حررت حتى الآن 70 في المئة من الفلوجة»، من دون الإشارة الى أسماء كل المناطق. ولم تواجه القوات العراقية خلال تقدمها مقاومة تذكر من مسلحي التنظيم المتطرف، وفق ما أفادت مصادر أخرى. وزاد الساعدي أن «القوات الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الاتحادية، تمكنت من تحرير حي نزال (وسط المدينة) والحي الصناعي (جنوب) بالكامل وفرضت سيطرتها على الطريق السريع». وأضاف أن «عملية التحرير نفذت صباح اليوم (أمس) وكانت من دون مقاومة، فقد هرب الإرهابيون الى الجهة الغربية»، موضحاً أنه لم يبق «سوى بعض المفارز التابعة للتنظيم وتجري معالجتها». بدوره، قال ضابط برتبة عقيد في قوات الرد السريع أن «قواتنا تسيطر الآن على حي نزال وتتقدم باتجاه المجمع الحكومي» وسط المدينة. وأضاف أن «مسلحي داعش هربوا الى منطقتي الحلابسة والبوعلوان» . كما تمكنت القوات الأمنية من السيطرة على مستشفى الفلوجة العام ورفعت العلم الوطني فوق المبنى. وسيطر «داعش» في كانون الثاني (يناير) 2014 على الفلوجة التي تعد ثاني أكبر المدن التي يسيطر عليها بعد الموصل، في شمال البلاد. وأرغمت المواجهات التي تدور في المدينة عشرات الآلاف من الأهالي على مغادرة منازلهم منذ انطلاق العملية. وأول من استطاع الهرب كان أهالي المناطق المحيطة بالمدينة خلال المرحلة الأولى من العملية التي فرضت خلالها قوات الأمن حصاراً مطبقاً عليها. وعانى آخرون يعيشون في وسط الفلوجة ظروفاً قاسية قبل ان يسمح لهم خلال الأيام الماضية بالهرب الى خارجها. وحذر تقرير للمجلس النروجي للاجئين الذي يتولى إدارة مخيمات نازحين قرب الفلوجة، من نقص حاد في المواد الإغاثية. وقال الأمين العام للمجلس يان إيغلاند، في بيان، أن «آلاف الأشخاص الذين فروا من القتال بين الجانبين بعد اشهر من الحصار وشبه مجاعة، يحتاجون الى مساعدة وعناية لكن مخزوننا سينفد قريباً». وعند الفرار من معقل الإرهابيين في وسط الفلوجة، يتعرض «المغامرون» لأخطار كبيرة مثل إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة مزروعة على طول الطريق. من جهة أخرى، أعربت الأممالمتحدة عن قلقها من انتشار شلل الأطفال بين النازحين من الفلوجة، وأطلقت حملة تلقيح «على نطاق واسع». وأكد الدكتور علاء علوان، مدير منطقة الشرق الاوسط لدى منظمة الصحة العالمية، الوضع الصحي الهش للبالغين والأطفال الذين هربوا من المعارك في الفلوجة. وأضاف ان النازحين يعانون من امراض جلدية وارتفاع ضغط الدم والإسهال وغيرها. وتابع، خلال اتصال هاتفي مع صحافيين اثر لقائه نازحين في مخيمات قرب الفلوجة أن الأمهات قلقات، لأن أبناءهن لم يتلقوا اي لقاح، منذ وصول الإرهابيين. وأضاف «نحن قلقون خصوصاً من حالات شلل الأطفال وقد بدأنا برنامج تلقيح على نطاق واسع»، داعياً الأسرة الدولية الى تقديم مساعدات اكبر الى الهيئات الصحية في العراق.