أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أمام مؤتمر نادر لحزب العمال الشيوعي الحاكم، خطة خمسية لتفعيل الاقتصاد، مؤكداً أن بلاده لن تستخدم سلاحها النووي، إلا إذا تعرّضت لهجوم من قوة نووية. وكان زعيم الدولة الستالينية افتتح الجمعة الماضي المؤتمر السابع للحزب، الأول منذ العام 1980، مشيداً بتجربة نووية «تاريخية» نُفذت في كانون الثاني (يناير) الماضي، معتبراً أنها أثبتت «القوة غير المحدودة» لبلاده. وفي خطاب دام ثلاث ساعات أمام المؤتمر السبت، بثّه التلفزيون الرسمي أمس، تعهد كيم بأن بيونغيانغ «ستفي بأمانة التزامها حظر الانتشار النووي، وستسعى جاهدة إلى نزع السلاح النووي في العالم». وأضاف: «جمهوريتنا دولة مسؤولة تملك أسلحة نووية، ولن تكون البادئة باستخدامها، إلا إذا انتهكت قوى عدوانية معادية سيادتها بقنابل ذرية». وأعلن استعداد كوريا الشمالية لتحسين العلاقات وتطبيعها مع دول «معادية»، إذا احترمت سيادة بلاده. ورأى في «تحسين جذري» للعلاقات بين الكوريتين مسألة ملحة بالنسبة إلى حكومته، ودعا سيول إلى «شبك يدها» مع بيونغيانغ، بوصفها «رفيقاً» لإعادة توحيد الشطرين. وحض على مزيد من المحادثات مع الجنوب، لا سيّما لقاءات بين مسؤولين عسكريين من الجانبين، لكبح التوتر على الحدود. لكنه اعتبر أن على سيول أولاً أن تعتمد تدابير عملية لتحسين العلاقات، وتلغي قوانين وأنظمة عرقلتها. ودعا الولاياتالمتحدة إلى وقف تدخلها في شؤون شبه الجزيرة الكورية، محذراً من ردّ بلا رحمة، إذا أشعل العدو «نار حرب». وطالب سيول وواشنطن بتجميد مناوراتهما العسكرية السنوية، وحض الولاياتالمتحدة على سحب قواتها المتمركزة في كوريا الجنوبية. وعلى رغم دعوته إلى الديبلوماسية، أكد تمسكه باستراتيجية «بيونغجين» التي أطلقها، لجمع التنمية الاقتصادية والبرنامج النووي. إلى ذلك، أعلن كيم خطة خمسية لتعزيز الاقتصاد، تستند إلى الحاجة لتحسين إمدادات الكهرباء في البلاد، وتطوير موارد الطاقة المحلية، بما في ذلك الطاقة النووية. إضافة إلى استخدام المكننة الزراعية، وإدخال التكنولوجيا الحديثة في المصانع، وزيادة إنتاج الفحم. وأضاف: «(علينا) تسوية مشكلة الطاقة ووضع قطاع الصناعات الأساسية على مساره الصحيح، وزيادة الإنتاج الزراعي وإنتاج الصناعات الخفيفة، لتحسين حياة الناس». ولا تنشر كوريا الشمالية بيانات اقتصادية، لكن المصرف المركزي في كوريا الجنوبية أعلن العام الماضي أن اقتصاد الدولة الستالينية نما بنسبة 1 في المئة عام 2014. ولا تشمل التقديرات نشاط السوق غير الرسمية التي نمت باضطراد في السنوات الأخيرة، وأوجدت طبقة مستهلكين آخذة في الاتساع. وعلى رغم أن خطة كيم لم تورد تفاصيل، اعتبر مايكل مادنن وهو خبير في شؤون القيادة الكورية الشمالية، أن مجرد وضع كيم خطة اقتصادية يشكّل أمراً مهماً، وزاد: «في تناقض كبير مع سلوك والده، يتولى (كيم) علناً مسؤولية الاقتصاد والتنمية، باعتباره واضع السياسات. والده لم يتولَ هذه المسؤولية إطلاقاً».