قُتلت عاملة نظافة وجُرحت أخرى فجر أمس، بانفجار غامض في مطار «صبيحة غوكتشين» في الشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول التركية. وأعلنت السلطات حال تأهب أمني، وباشرت تحقيقاً في أسباب الانفجار، علماً أن تركيا تعرّضت في الأشهر الأخيرة لهجمات إرهابية، أوقع أحدها أكثر من مئة قتيل في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ومطار «صبيحة غوكتشين» يحمل اسم أول سيدة تولّت قيادة طائرة في تركيا، وأفاد على موقعه الإلكتروني بأنه خدم حوالى 26 مليون راكب منذ مطلع السنة، وهذا أقل من نصف عدد الركاب في مطار أتاتورك، الأضخم في إسطنبول والواقع في شطرها الأوروبي. وأفادت وكالة «جيهان» التركية للأنباء بأن الانفجار وقع الساعة الثانية صباحاً، أثناء قيام عاملتَي نظافة بتنظيف الجزء الأمامي لطائرة في مهبط الطائرات. وأوردت وسائل إعلام أن القتيلة تُدعى زهراء ياماتش (30 سنة)، مشيرة إلى أن زميلتها جنان تشيليك برغوجو (33 سنة) تُعالَج إثر إصابتها بجروح في يدها. وأفادت وكالة «دوغان» التركية للأنباء بأن منطقة الانفجار كانت خالية من الركاب، مستدركة أنه ألحق أضراراً بثلاث طائرات في دائرة 350 متراً. هيئة مطارات ماليزيا المشغّلة لمطار «صبيحة غوكتشين»، تحدثت عن وقوع أكثر من انفجار في منطقة تحوي مرأباً للطائرات، مشيرة إلى استئناف حركة الطيران. وأعلنت شركة الطيران «بيغاسوس آرلاينز» أن «انفجاراً لم تُعرف أسبابه وقع في مكان توقف الطائرات»، لافتة إلى أن العمل مستمر في شكل عادي في المطار. وأشارت وسائل إعلام تركية إلى إرسال عدد ضخم من رجال الإطفاء والشرطة إلى المكان، مدعومين بمروحية. وأضافت أن الشرطة أعلنت حال تأهب قصوى في محيط المطار، وفي كل الطرق المؤدية إليه. الشرطة راقبت مداخل المطار وفتشت السيارات والأشخاص قربه، فيما كان أفرادها مزودين بنادق هجومية وسترات واقية من الرصاص. وقال المدير التنفيذي للمطار عزمي مراد: «نعمل في شكل وثيق مع الحكومة التركية ونظرائنا، للمساعدة في التحقيق، وننتظر تقريرهم الرسمي». يأتي ذلك في وقت تشهد مدينة دياربكر الكردية جنوب شرقي تركيا، تصاعداً في الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي «حزب العمال الكردستاني». في جنيف، أعلن «الاتحاد الدولي للناشرين» دعمه ل»جمعية الناشرين الأتراك» في تنديدها بنظام الرقابة في تركيا. وكانت محكمة أمرت بسحب كتب ثلاثة صحافيين أتراك من السوق، وبفرض غرامة «رادعة» على صحافي آخر لاتهامه بالتشهير بوزير. وأشار الاتحاد إلى سحب كتب الصحافيين حسن جمال وتوغجه تتاري ومسلم يوجيل من السوق، بعد العثور على نسخ منها مع أفراد يُشتبه في انتمائهم إلى أحزاب سياسية محظورة. وعلّق رئيس «جمعية الناشرين الأتراك» متين جلال: «نعلم أن هؤلاء الكتاب ليسوا إرهابيين، وأنهم لا يكتبون لمصلحة منظمات إرهابية. هذه القرارات تعكس مجدداً مدى خوف النظام من الكلمات، إذ يدرك أن الكتب أقوى من الأسلحة». واعتبر الأمين العام ل»الاتحاد الدولي للناشرين» خوسيه بروغينو أن «الأعمال الخطرة للسلطات التركية، إضافة إلى توقيف الصحافيَّين البارزَين جان دوندار وأردم غل، تعكس طابع نظام يحاول يائساً منع أي بحث عميق أو أي انتقاد». إلى ذلك، أعلنت هيئة لإدارة الإنترنت أن خوادم الإنترنت التركية شهدت الأسبوع الماضي إحدى أكثر الهجمات الإلكترونية كثافة. الهيئة غير الحكومية التي تدير عناوين إلكترونية تشمل وزارات وجهات عسكرية ومصارف مالية ومواقع تجارية، أشارت إلى أن الهجمات آتية من «مصادر منظمة» خارج تركيا. وتكهنت تقارير إعلامية محلية بأن تدفقاً على خوادم الإنترنت التركية، شمل أكثر من 300 ألف موقع إلكتروني، ربما يكون أتى من روسيا، وسط توتر في علاقاتها بتركيا.