طاردت قوات الأمن الجزائري أمس، مسلحين في أطراف مدينة عنابة (شرق)، أُشيع أنهم خططوا لتفجير مسرح كان سيستضيف حفلاً غنائياً على هامش مهرجان الفيلم المتوسطي. وصرح مصدر مأذون إن قوات الأمن تلاحق مسلحاً يعتقد أنه يحمل قنبلة وكان يخطط لزرعها في مسرح سيحيي فيه النجم الجزائري الشاب خالد حفلاً فنياً في اختتام مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي. واستعملت قوات الأمن طائرة عمودية لملاحقة الإرهابيين، ومراقبة الوضع في المدينة وسط انتشار أمني كبير. وهددت تنظيمات إرهابية بتنفيذ اعتداءات «استعراضية» في الجزائر، كان آخرها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد تحالفه مع تنظيم «المرابطون». والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الجزائري رمطان لعمامرة في أحد فنادق العاصمة الفرنسية باريس أمس، حيث جرت مناقشة التعاون بين البلدين وسبل مكافحة الإرهاب والوضع في ليبيا. على صعيد آخر، تهكم الأمين العام لحزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم في الجزائر عمار سعداني على رسالة مدير الاستخبارات العسكرية السابق محمد مدين (توفيق) قائلاً: «إنها رسالة من تحت الماء تحمل عنوان إني أغرق». وقرأ مراقبون أن هذا الرد يحمل إشارات تدل إلى أن الجنرال توفيق قد يواجه متاعب سياسية أو قضائية لاحقاً. وقال سعداني إن رسالة «توفيق» التي وجهها للرأي العام دفاعاً عن مساعده الجنرال «حسان»، تشبه أغنية المطرب عبد الحليم حافظ «رسالة من تحت الماء» التي يقول مطلعها: «إني أغرق، إني أغرق». وهاجم سعداني مدير الاستخبارات العسكرية السابق بشدة، وقال أمام حشد من أنصاره مساء أول من أمس، إن رسالة الأخير «تبشر الجزائر بدخول عهد الدولة المدنية». وخاطب الجنرال المتقاعد قائلاً: «لماذا تبعث برسال؟ اخرج إلى العلن وأنشئ حزباً إذا كنت تريد العمل السياسي». وأضاف: «تتكلم عن شخص في رسالتك (الجنرال حسان). أنا لا أعرف حسان، لكن لماذا لم تتكلم عن 4000 شخص دخلوا السجن بملفات ملفقة؟ لماذا لم تتكلم عن 260 ألف آخرين هُجِروا من الجزائر؟ لماذا لم تتكلم عن الذي قتل فوق الطاولة (الرئيس السابق محمد بوضياف)؟». وتابع الأمين العام وسط ذهول الحاضرين، إنه اطلع على رسالة «توفيق» قبل نشرها في الصحف الوطنية، موضحاً: «قرأتها على لسان وزير الدفاع السابق خالد نزار و(رئيسة حزب العمال) لويزة حنون و(رئيس الحكومة السابق) علي بن فليس، ولما انتهوا هم خرج هو لأنه لم يجد مَن يوصل ما يريد». وذكر سعداني الذي يتزعم حزب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أن «الحكم الموازي الذي تكلمتُ عنه في عام 2006 سقط، وكان عنده ذراع عسكرية يقودها حسان وذراع حزبية وأخرى إعلامية وحتى شعبية من العناصر القليلة التي كانت تتبعهم، كلهم كانوا يقولون إن النظام الذي وراء الستار لم يسقط، لكن الرئيس الذي صرح بأنه لا يقبل أن يكون ثلاثة أرباع رئيس أسقطه». وسخر سعداني من أن «النظام الموازي»، ليس له أي امتداد شعبي، وقال: «اليوم يجمعون بعضهم أنصار الاستخبارات ويصيحون لكن لا أثر لهم. يعزفون الغيطة في الجرائد. حالهم يشبه أغنية الراحل عبد الحليم حافظ رسالة من تحت الماء، التي يقول فيها: إني أغرق إني أغرق».