أستراليا تقدم الدعم للقضاء على الملاريا    فودين: دي بروين الأفضل في الدوري الإنجليزي الممتاز    "واتساب" يتيح مفاتيح المرور ب "آيفون"    الأخضر تحت15 يخسر من سلوفينيا في بطولة ديلي نازيوني    مدرب الطائي: سوء الحظ وراء الخسارة أمام الفيحاء    إصابة مالكوم وسالم الدوسري قبل مباراة الهلال والفتح    كيسيه: لم نتوقع صعوبة المباراة.. ولن نفرط في أي نقطة    فرصة لهطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة    "زرقاء اليمامة" تعيد الأضواء ل"مركز فهد الثقافي"    "المُحليات" تدمِّر "الأمعاء"    مقامة مؤجلة    هوس «الترند واللايك» !    492 ألف برميل نفط يومياً وفورات يومية    نار «الأصلية» أم هجير «التشاليح» ؟    صعود الدرج.. التدريب الأشمل للجسم    تقنية مبتكرة لعلاج العظام المكسورة بسرعة    التنفس بالفكس    60 مزارعا يتنافسون في مهرجان المانجو    هيئة السوق المالية تصدر النشرة الإحصائية للربع الرابع 2023م.    افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة    مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل يهنئ القيادة نظير ماتحقق من مستهدفات رؤية 2030    سمو وزير الخارجية يستقبل وزير خارجية قبرص    أمير حائل يرفع التهنئة للقيادة نظير المستهدفات التي حققتها رؤية المملكة 2030    أمير جازان ونائبه يهنئان القيادة بما تحقق من إنجازات ومستهدفات رؤية المملكة 2030    الصحة: رصد 15 حالة تسمم غذائي في الرياض    «ألبرتو بُري» يتجاوز مأساته    المملكة تبدأ تطبيق نظام الإدخال المؤقت للبضائع    أمين الرياض يحضر حفل السفارة الأميركية    الأخضر تحت 23 عاماً يواجه أوزبكستان في ربع نهائي كأس آسيا    تحول تاريخي    الهمس الشاعري وتلمس المكنونات    خلط الأوراق.. و«الشرق الأوسط الجديد»    تفكيك السياسة الغربية    القيم خط أحمر    لو ما فيه إسرائيل    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس جمعية «قبس»    مقال «مقري عليه» !    فلسطين دولة مستقلة    محمية الإمام تركي تعلن تفريخ 3 من صغار النعام ذو الرقبة الحمراء في شمال المملكة    تشجيع الصين لتكون الراعي لمفاوضات العرب وإسرائيل    أرامكو السعودية و«الفيفا» يعلنان شراكة عالمية    ريال مدريد في مواجهة صعبة أمام سوسيداد    النواب اللبناني يمدد ولاية المجالس البلدية والاختيارية    الهجوم على رفح يلوح في الأفق    سلمان بن سلطان يرأس لجنة الحج والزيارة بالمدينة    أمير القصيم يثمن دعم القيادة للمشروعات التنموية    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال82 من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية    إطلاق برنامج تدريبي لطلبة تعليم الطائف في الاختبار التحصيلي    مريض سرطان يؤجل «الكيماوي» لاستلام درع تخرجه من أمير الشرقية    استمرار هطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة على المملكة    أمير عسير يعزي الشيخ ابن قحيصان في وفاة والدته    أدوات الفكر في القرآن    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    النفع الصوري    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    مساعد رئيس الشورى تلتقي بوفد الكونجرس الأمريكي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خادم الحرمين اطلق "غزال 1" في احتفالية مبهجة .. جامعة الملك سعود بمواردها الذاتية وجهود 55 طالباً تلج باب إنتاج السيارات
نشر في البلاد يوم 18 - 06 - 2010

فتحت جامعة الملك سعود بمواردها الذاتية وجهود خمسة وخمسين من طلابها باب إنتاج السيارات بعد نجاحها في تصميم وتصنيع " سيارة غزال السعودية " وتأسيس قاعدة بحثية علمية لهذه الصناعة وتطويرها مسجلة مبادرة نوعية تتوائم مع خطط التنمية في المملكة القائمة على مجالات المعرفة والتقنية وبناء مجتمع الاستثمار المعرفي السعودي.
وإطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لهذه السيارة في احتفاليه مبهجة تدعم توجه المملكة العربية السعودية المعرفي العلمي الصناعي الاستثماري لتكون السيارة السعودية - إنتاج المهندسين السعوديين - ثمرة عمل مركز نقل تقنية التصنيع في الجامعة الذي يركز على التقنيات الاستراتيجية المتقدمة وتنفيذ مشروعات طموحة وأساسية للتنمية في المملكة في تنافس بين المؤسسات العلمية المعرفية.
وبرزت في هذا المشروع الوطني بجامعة الملك سعود أهمية ودور برنامج كراسي البحث وبرنامج الاستقطاب وبرنامج التوأمة العالمية فأثمر إنجازا في تصنيع السيارة " غزال 1 "حيث أتاح برنامج التوأمة في الجامعة العمل مع جامعة قراز في النمسا ومع جامعات أخرى ذات علاقة بتقنيات السيارات إلى جانب برنامج الجامعة في استقطاب باحثين من مختلف الدرجات العلمية يحملون شهادات عالمية في تخصصات هندسية ترتبط بتقنية تصاميم وصناعة السيارات كما كسبت الجامعة إلى جانبها بيت خبرة عالمي في صناعة السيارات ممثل في شركة ماجنا شتاير الايطالية.
واستطاعت الجامعة من خلال البنية التحتية لكلية الهندسة بالجامعة احتضان " مركز التصنيع المتقدم " باشتراك تخصصات الهندسة الصناعية والهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية وطلاب الدراسات العليا وطلاب المرحلة الجامعية بتوجيه مشاريع التخرج لمهندسي المستقبل نحو تقنية السيارات في تكامل للتصميم فالإنتاج.
وعززت الجامعة من خلال بند التجهيزات المعمارية مركز التصنيع المتقدم في كلية الهندسة الذي احتوى على معمل خاص للهندسة العكسية وتجهيز المركز ب" ريبوت "تصنيعي وكذلك بمعالج بيانات فائق السرعة وأحدث البرمجيات في تقنية السيارات.
ونشط طلاب الهندسة بالجامعة في التصميم الهندسي لتقنيات السيارات إذ هي ركن أساس، لأنه التصميم يحمل فلسفة وفكرة تصنيع السيارة فجامعة الملك سعود كانت هي المصممة لسيارة (غزال1) بنسبة تزيد عن 90% بالمئة أما دورها في التصنيع فكان في حدود 60 بالمئة إذ أن الجامعات تعد مراكز بحوث وليست مراكز تصنيع لذا فخبراء الجامعة وباحثيها استطاعوا أن يستخدموا أحدث البرمجيات في تقنية السيارات لوضع الفكرة التصميمية الأساسية ل "غزال 1 " ومن ثم تصميم باقي عناصرها.
وبهذا تمكنت الجامعة من خلال مركز التصنيع المتقدم أن تصنع أجزاء من السيارة تصل إلى نسبة 60 % في شكلها الخارجي والداخلي حيث يملك مركز التصنيع المتقدم تجهيزات القوالب واللحام وريبوت التصنيع (تقنيات التصنيع) بالإضافة إلى توفير مادة (الكاربون فايبر) التي تم تصنيع جسم السيارة الخارجي منها واستفادة الجامعة من مصانع وطنية في استكمال بعض الأجزاء إذ أن صناعة السيارات تتطلب إنشاء خط صناعي بعد تصميمها، فالجامعة قامت بالتصميم (كونها مركز علمي يبني الأفكار والتخطيط وهو جزء أساس في التصنيع) وقامت بتصنيع سيارة النموذج بإمكانيتها مستعينة في ذلك بخبرة عالمية وجهود الباحثين فيها.
وقد استوحت الجامعة اسم "غزال" كونه يعيش في البيئة المحلية ويمتاز بجمال الشكل والخفة والانسيابية والسرعة والملاحظ أن الشكل الخارجي لمقدمة السيارة استوحى من الغزال.
إنشاء مركز نقل تقنية التصنيع
وكانت جامعة الملك سعود قد أنشأت مركز نقل تقنية التصنيع في أوائل عام 1429ه في كلية الهندسة بهدف نقل المعرفة وتوطين تقنية المنتجات الإستراتيجية وكذلك قطع الغيار المهمة للقطاعات، مثل تطوير وتصميم وصناعة السيارات. إضافة إلى التأسيس لثقافة ذلك النمط من الصناعة في جيل المستقبل وتخريج كوادر وطنية شابة تمتلك القدرة على التعامل مع منظومات التصنيع المتقدمة لتلبي حاجة سوق العمل المرتبط بها.
وقد بدأ المركز العمل في مجال تصميم وتصنيع تقنية السيارات قبل أكثر من عامين. وتمت زيارة عدد من الدول الصناعية المتقدمة في أوروبا (ألمانيا والنمسا وإيطاليا) ودول شرق آسيا (ماليزيا والصين وكوريا). حيث تبين من تلك الزيارات أن مراكز البحث والتطوير والجامعات في تلك الدول تقوم بدور أساس في مجال البحث والتطوير على تصميم وتصنيع واختبار المركبات وتقوم أيضا بدور مهم في معالجة المشكلات التي تواجه المصنعين وخطوط الإنتاج المتعلقة بهذه التقنية.
وعملت الجامعة على تأسيس نواة للمختبرات والتجهيزات المهمة لتقنية التصميم والتصنيع في مجال البحث والتطوير في تقنية السيارات والتقنيات الأخرى المشابهة. وفي إطار عمل المركز ولضمان إدخال هذه المعرفة والتقنيات إلى جيل المستقبل بأفضل الطرق فقد تم ذلك أيضا تحت إشراف خبراء عالميين في تصميم وصناعة السيارات وهم شركة مجنا إيطاليا. فكان هناك التدريب المكثف للطلبة وللعاملين في المشروع على أحدث برامج التصميم والتصنيع حيث تم التدريب محليا على برامج التصميم من قبل خبراء من جامعة قراز في النمسا. كم تم أيضا تنفيذ التدريب الخارجي لعدد من طلاب الكلية خلال الإجازة الصيفية في شركة مجنا إيطاليا.
وقد تم تشكيل فريق عمل لمركز نقل تقنية التصنيع من كلية الهندسة ليتولى مهام التنفيذ والتنسيق والتدريب لنقل تقنية تصميم وتصنيع المنتجات الإستراتيجية مثل تصميم وصناعة السيارات إلى المملكة وبناء خطة توضح فيها الخطوات اللازمة والموارد المطلوبة كافة لهذا الغرض. تجدر الإشارة إلى أن أهداف المركز تشمل تدريب وتأهيل جيل من المهندسين قادرين على التعامل مع التوجهات المستقبلية للصناعة السعودية، والقيام بنشاطات بحثية في التصميم والتطوير والاختبارات للتقنيات المتقدمة في مجال المنتجات الإستراتيجية الوطنية، والمساعدة في إيجاد خبرات لتصميم وصناعة المنتجات الإستراتيجية في متناول المستثمر المحلي، وتوثيق روابط التعاون مع الصناعة وحل مشاكل الصناعات ذات التقنيات المشابهة بإجراء الاختبارات وسد احتياجات التدريب، وتشجيع الشباب الناشئ في مواصلة العمل في مجال هندسة تصميم وتصنيع المنتجات الإستراتيجية، وتقديم النصح اللازم لهم وتوفير المعلومات والدعم المطلوب، بالإضافة إلى تبادل التقنيات الجديدة والرائدة مع المراكز العالمية المتقدمة.
وقد تم وضع جدول زمني لمختلف مهام المشروع الأساسية وهي مرحلة التهيئة ومرحلة تصميم المظهر الخارجي والداخلي ومرحلة التصميم الهندسي والاختبارات ومرحلة تصنيع وتجميع السيارة الأنموذج. كما تم إعداد معرض مصغر لسيارة تم تفكيكها بهدف تدريب الطلاب على تصميم وتصنيع واختبار أجزائها المختلفة.
وأسهم مركز نقل تقنية التصنيع في رفع الكفاءة العلمية والفنية لدى الطلاب والمهندسين من خلال تدريب مكثف على أحدث برامج وتقنيات تصميم وتصنيع المركبات مما أحدث نقلة نوعية في مستوى أدائهم وطريقة تعاملهم مع مشاكل منظومات التصميم والتصنيع المختلف. حيث نفذ أكثر من خمسين طالبا من طلاب الهندسة مشروعات تخرجهم ومشروعات رسائل الماجستير ضمن النشاطات المختلف للمشروع.
ووفرت الجامعة التجهيزات والتسهيلات التي تساعد المركز على تنفيذ مهامه وتحقيق أهدافه ومن تلك التجهيزات والمختبرات:
معمل التصميم بمساعدة الحاسوب، ويحتوي المعمل أجهزة حاسوبية متقدمة ووحدات معالجة عالية السرعة وبرامج تصميم حديثة تستخدم في تصميم السيارات.
معمل المحكاة والاختبار بالحاسب، ويحتوي على برامج محكاة متقدمة منها برنامج العناصر المحددة للتحليلات الاستاتيكية والديناميكية (الثابتة والمتحركة) وبرنامج للنمذجة والتصميم والتجميع لأجزاء المنتج وبرامج تمثيل بصرية لدراسة تفاعل المنتج مع البيئة وبرامج ديناميكا المنتجات.
إلى جانب معمل المحاكاة الافتراضية، ومعامل الهندسة العكسية ومعامل النماذج السريعة والتصنيع الرقمي المباشر ومعامل التصنيع التي تشمل معامل التصنيع المايكرو ومكائن التحكم الرقمي.وخلية اللحام الأوتوماتيكية.
وتتطلع جامعة الملك سعود إلى جعل مركز نقل تقنية التصنيع مركزا وطنيا رائدا في البحث والتطوير والتدريب في مجال تصميم واختبار وتصنيع المنتجات الإستراتيجية ومنظوماتها المختلفة للإسهام بشكل حقيقي في بناء الاقتصاد المعرفي ودعم التوجهات الإستراتيجية للخطط التنموية في المملكة.
مراحل صناعة سيارة غزال السعودية
وعودا للحديث عن مراحل صناعة " سيارة غزال السعودية " فقد تم في مرحلة تصميم المظهر العام للسيارة وضع تصاميم للمظهر الخارجي والداخلي للسيارة ابتداءً بالرسومات اليدوية وكذلك باستخدام الطرق والبرامج الحاسوبية الهندسية المناسبة ودراسة مدى إمكانية تنفيذ التصاميم المقترحة واختيار التصميم المناسب بناءاً على البنية الهيكلية المتوفرة من الشركة الخبيرة التي وقع عليها الاختيار.
وينقسم تصميم المظهر إلى قسمين:
الأول: التصميم الخارجي لشكل السيارة. والثاني: التصميم الداخلي لشكل السيارة.
وفيما يخص الساشية فقد تم استخدام ساشية فئة ج (G-Class)من شركة ديملر بعد دراسة ذلك ومناقشته مع الشركة الخبيرة. وتعتبر من أفضل أنواع الشاسيه في العالم لتميزها بقوة التحمل والاستخدامات المتعددة. كما تم تصنيع نماذج للشكل الأساسي لمظهر السيارة في نهاية مرحلة التصميم الخاص بالمظهر الخارجي والداخلي وتصنع تلك النماذج غالبا من الجبس أو مواد فايبر قابلة للتشغيل على مكائن التحكم الرقمي.
أما في مرحلة التصميم الهندسي والاختبارات فقد تم إجراء اختبارات محددة على أجزاء السيارة الداخلية ومن ثم تم اقتراح التعديل المناسب على المظهر الخارجي والداخلي وإعادة اختبارات للتأكد من تحقيق المعايير المطلوبة سواء كانت معايير مواصفات وقوانين أو معايير هندسة العوامل البشرية أو معايير الأمان والسلامة.
وتم التعامل والمحاكاة لكافة أجزاء السيارة بناء على التصميم ويمكن تصنيف المهام الأساسية لهذه المرحلة إلى تحديد النقاط غير القابلة للتغيير في الشاسيه وإجراء كافة الاختبارات (وعددها 95 اختبارا) عليها، وبناء أنموذج التصميم بنظرية العناصر المحددة للتأكد من المواصفات التصنيعية المعتبرة في التصنيع وتعديلها إذا تطلب الأمر للوصول إلى التصميم المناسب هندسيا، إضافة إلى مرحلة اختبارات الصدم حيث تتطلب هذه المرحلة إجراء 300 اختبار على محطة عالية المعالجة كلستر كمبيوتر.
ومن أهم تلك الاختبارات اختبار التصميم ضد حوادث الجمال نظرا لما تحدثه حوادث صدم الجمال من إصابات مميتة، فقد تمت دراسة تلك الحوادث بطريقة مبتكرة ومدى تأثيرها على المركبات ليتم العمل على تحسين مواصفات الأجزاء الأكثر تعرضا للتلف أثناء التصادم.
وقد شاركت جامعة الملك سعود بتصميم السيارة الجديد في معرض جنيف الدولي ال 2010م والذي أطلق عليه غزال 1، ويعتبر هذا المعرض من أهم المعارض الدولية للسيارات.
وفي المرحلة الأخيرة ولإثبات نتائج التصميم والتحليل وما بذل من مجهودات كبيرة في المشروع فإن هذه المرحلة تعنى بتصنيع أنموذج للسيارة المصممة من قبل فريق المشروع مما يتطلب توفير المتطلبات الأساسية لصناعة السيارة الأنموذج. حيث أن التصنيع الحقيقي للسيارة لا يمكن أن يتم إلا في خطوط إنتاج متقدمة تنشأ من قبل الشركات المستثمرة تشمل مرحلة تصنيع السيارة الأنموذج نشاطين أساسيين التصنيع للأجزاء والتجميع المرحلي والنهائي لجسم السيارة.
ولإعداد الورش والأجهزة المساندة لعملية التصنيع فقد تم التركيز على العدد والتجهيزات الأساسية في هذا الجانب كما سبق الحديث عن ذلك.
وتعتمد هذه المرحلة على تخطيط عمليات التصنيع المختلفة والتسلسل المنطقي لها وهي تثبيت الشاسية وموازنتها باستخدام أجهزة قياس الإحداثيات والقيام بعمليات القص اللازمة لتسوية الشاسية وتجهيز القوالب الخشبية وتصنيع وتهيئة أجزاء السيارة وطلاء السيارة الأنموذج وتجميع الأجزاء والإكسسوارات.
وتم التصنيع للأجزاء باستخدام ألياف الكربون وهي مواد تتألف من ألياف دقيقة للغاية وتتكون في معظمها من ذرات الكربون.
ولتحقيق طموح المملكة في بناء وترسيخ ثقافة تطوير وتصميم وتصنيع المنتجات الإستراتيجية، أُنشأ مركز نقل تقنية التصنيع أوائل عام 1429ه (2008م). ويهدف المركز إلى ترسيخ البحث والتطوير والتدريب وتقديم المساعدة والخبرة وتعميم الفائدة والعمل على تسويق التعاون مع الصناعة ودعم الابتكار والاستخدام الفعال للتقنيات الحديثة في تصميم وتطوير المنتجات الإستراتيجية.
ويقدم المركز فرصة فريدة في القدرة على دعم الطلب الملح لإنشاء صناعة تلك المنتجات في المملكة. ويتمثل ذلك في قدرة المركز على استخدام المهارات والخبرات والمعرفة في صياغة الأفكار الأساسية وتحويلها إلى حقيقة واقعية.
ويسعى مركز نقل تقنية التصنيع ليكون مركزا هندسيا رائدا، يعرف على أنه هيئة متخصصة في التصميم والتطوير والتصنيع المتقدم، ويمكن أن يساهم في نقل ونشر تقنيات صناعة المنتجات الإستراتيجية كصناعة السيارات في المملكة من خلال الجمع بين التصميم المتقدم وطرق التمثيل والمحاكاة المتكاملة، التي يتم التأكد منها باستخدام الأجهزة وتسهيلات الاختبارات الحديثة.
ويعمل المركز لكي تضم قاعدة بياناته أهم مصنعي المنتجات الإستراتيجية وموزعي قطع الغيار والأجهزة.
ويقدم المركز خدمة فريدة في مجال التصميم والتطوير لتلك الصناعات في منطقة الخليج. وسوف يساعد بما لديه من تنوع واسع وقدرات وخبرات والتزام في دفع التقنية إلى حدودها القصوى والحصول على منتجات مبتكرة جديدة ومنافسة.
وتكمن مهمة المركز في تقديم الأبحاث الحديثة في مجال المنتجات الإستراتيجية والتسهيلات المعملية لإجراء الاختبارات للصناعة والمعاهد التعليمية في المملكة، ويسهم هذا المركز في إعطاء المملكة الدور القيادي في منطقة الخليج في مجال تصميم وصناعة السيارات.
ومن المتوقع حدوث تطور اقتصادي وريادة في البحث في المملكة مماثلة لتلك التي حصلت في أماكن مشابهة. فعلى سبيل المثال أصبح مركز اختبار السيارات في المملكة المتحدة (بريطانيا) بمثابة حجر الزاوية في صناعة السيارات البريطانية ومركز لأبحاث النقل. وكذلك فإن وجود مثل هذه المرافق في مركز "أوهايو" قاد شركة هوندا اليابانية لإنشاء أربعة مصانع في تلك الولاية. وأصبح لدى جامعة ولاية أوهايو أحد برامج السيارات الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب ارتباطها مع مركز أبحاث السيارات في الولاية.
ويعد المركز هيئة غير ربحية تقوم بالأبحاث والتصميم والتعليم والمساعدة التقنية للمشاريع في مواضيع المنتجات الإستراتيجية كافة ذات العلاقة بهدف حل المشاكل والحصول على منتجات جديدة، وخدمات أفضل وعمالة بمهارة عالية.
ويعمل في المركز فريق من الخبراء متعدد التخصصات التقنية، وكذلك يعطى طلاب المرحلة الجامعية وطلاب الدراسات العليا الفرصة في التعلم والمشاركة في المشاريع بالمركز وبيئة خصبة للإبداع والابتكار في مجال التصميم والتصنيع المتقدم.
وتضم هندسة التصميم والتصنيع في المركز تنوعا واسعا من التخصصات الهندسية، مما يجعل من المركز مكاناً غنياً بالأفكار الهندسية، ويؤكد المركز على تحقيق توافق وتعاون بين الأفكار والقدرات لتعلم كيفية البحث، وإيجاد الحلول، والتطبيق والابتكار والتوليد بالطريقة العلمية الصحيحة.
ومن بين الصفات التي تميز المركز وتجعله مختلفاً عن مراكز البحوث في الجامعات المرموقة الأخرى التركيز على الأنظمة الهندسية المتعددة المصادر، والقدرة على العمل في مشاريع تطوير منتجات متقدمة، إضافة الى أجهزة وتسهيلات معملية متقدمة (وفي بعض الحالات فريدة).
ويهدف المركز إلى أن يكون رائداً في البحث والتطوير والتدريب في مجالات تصميم وتصنيع المنتجات الإستراتيجية والمتقدمة، والإسهام في نقل المعرفة وتوطين التقنيات الأساسية والمشروعات البحثية المتقدمة، التي تعزز تأسيس ونمو وتطوير صناعات المنتجات الإستراتيجية في المملكة ومنطقة الخليج والمنطقة العربية.
ويسعى إلى تقديم مشروعات بحثية وتطويرية في مجال تصميم وتصنيع المنتجات الإستراتيجية، وتدريب الطلاب على استخدام أحدث التقنيات، وتوفير الأجهزة والتسهيلات المطلوبة لهذا الغرض. والمحور الرئيس لرسالة المركز وأهدافه هو العمل على نقل المعرفة والتقنية والمساهمة في التعليم وتطوير الأبحاث المتعددة المصادر بتعاون عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب من مختلف التخصصات بالجامعة والمشاركة في نشاطات المركز التطبيقية المتنوعة في مجال هندسة نظم التصنيع.
ويهدف المركز إلى تدريب وتأهيل جيل من المهندسين قادرين على التعامل مع التوجهات المستقبلية للصناعة السعودية، والقيام بنشاطات بحثية في التصميم والتطوير والاختبارات للتقنيات المتقدمة في مجال المنتجات الإستراتيجية، والمساعدة في إيجاد خبرات لتصميم وصناعة المنتجات الإستراتيجية في متناول المستثمر المحلي، وتقديم منبر وطني للحوار بين المهندسين والصناعة والوسط الأكاديمي وهيئات البيئة والمقاييس في مجال تخصص المركز، ودعم التطوير في التقنيات المتقدمة ومساعدة المصنع المحلي في تحقيق التقنية والتطوير، وإجراء الاختبارات المطلوبة، وتأمين الاحتياجات ذات العلاقة، وتوثيق روابط التعاون مع الصناعة وحل مشاكل الصناعات ذات التقنيات المشابهة بإجراء الاختبارات وسد احتياجات التدريب، إلى جانب المساعدة في تحديد متطلبات المستهلك وتوقع التوجهات التقنية المستقبلية وتطوير حلول مبتكرة تناسبها، ودعم التطوير الحرفي لمهندسي المنتجات الإستراتيجية والرقي به إلى درجة عالية من الجودة، عن طريق تقديم معلومات تقنية وغير تقنية،إضافة إلى توفير شبكة خدمات إضافية للتدريب، وتشجيع الشباب الناشئ في مواصلة العمل في مجال هندسة تصميم وتصنيع المنتجات الإستراتيجية، وتقديم النصح اللازم لهم وتوفير المعلومات والدعم المطلوب، وتطوير ودعم التقنيات التي تساهم في نظافة الهواء، وتحسين كفاءة استغلال الطاقة والتقليل من انبعاث الغازات الضارة بالبيئة، بالإضافة إلى تبادل التقنيات الجديدة والرائدة مع المراكز المتقدمة.
ومن برامج وأنشطة المركز، القيام بأبحاث أساسية وتطبيقية لتحليل النماذج، وتوصيف وتصميم أجزاء هندسية جديدة، وتحقيق المتطلبات البالغة الدقة والصرامة في التصميم والتصنيع والاختبار، وتشمل:
- البحث والاختبارات: وتشتمل على التحليلات وفحص تماسك هيكل المنتج والتحميل والأداء والصيانة والضجيج والاقتصاد في الوقود وأداء مكوناته والغازات المنبعثة وأنظمة الوقود البديلة.
- التقنية والتصنيع والهندسة: حيث يهتم المركز بالتطورات الجديدة في التقنيات، وأنظمة التصنيع الهندسية في صناعة المنتجات الإستراتيجية. وتجتمع التقنية مع تخطيط المنتج مع التصنيع لتقديم رؤية إستراتيجية وشاملة.
- برنامج سلامة الصدم: وهو دراسة تقويم الصدم. حيث يقدم المركز للباحثين في وسائل التحليل للمواضيع التي لها علاقة بالسلامة والإصابات الناتجة عن الصدم خدمات علمية وعملية وأجهزة متطورة. إضافة إلى جهاز خاص لتصميم الشوارع السريعة والاختبارات والتحاليل إضافة إلى ما يوفره المركز من بيانات خاصة بالصدم والمحاكاة والأبحاث ذات العلاقة بسلامة المركبات.
- برنامج أبحاث السيارات التي تعمل بالنظام المهجن والهيدروجين: ويعمل على القيام بالأبحاث والاختبارات المتعلقة بتصميم السيارة والأداء والموثوقية، بهدف التطوير بعيد الأجل للسيارات التي تعمل بالهيدروجين وخلايا الوقود، والتي تمكن الوصول المثالي إلى تقنيات تحقق صفر من الغازات المنبعثة.
- برنامج أبحاث المحرك الكهربائي: ويمثل هذا البرنامج، نقطة تركيز في جامعة الملك سعود للأبحاث المتعددة المصادر، خاصة في أحدث الأبحاث في أجهزة الطاقة الكهروكيميائية مثل خلايا الوقود والبطاريات المتقدمة.
- برنامج أبحاث تمثيل (محاكاة) أداء المنتجات: ويمثل هذا البرنامج، نقطة تركيز في أبحاث التعامل مع المنتج أثناء حركته إضافة إلى التمثيل الديناميكي له.
وإضافة إلى النتائج التي يقدمها المركز للصناعة، فإنه يمثل مصدراً للمعلومات والتعليم، ليس فقط لطلاب الجامعة وإنما للمهندسين العاملين في الصناعة. ويقدم المركز للصناعة والمعاهد التعليمية معلومات على مستوى عالي، تساعد على معرفة التقنيات الحديثة والمستجدات في مجال منظومات المنتجات الإستراتيجية.
وإلى جانب تقديم المركز للنتائج التقنية والحلول وكونه مصدرا تعليميا وتدريبيا متقدما، فإن المركز سوف يساعد في بناء صناعة للمنتجات الإستراتيجية في المملكة ليؤهلها للمنافسة في تحديات الاقتصاد العالمي المتزايد.
وتمثل الجهود في هذا المركز في التعاون الوثيق والفريد في البحث والتعليم، الذي لا يركز فقط على الطلاب والأكاديميين والمجتمع ولكن أيضاً يقدم الفائدة إلى الصناعة والاقتصاد في المملكة بصورة عامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.