وصلت لجنة تقصّي حقائق تابعة للأمم المتحدة، أمس (السبت)، إلى محافظة القنيطرةجنوبيسوريا، في مهمة ميدانية تهدف إلى توثيق الانتهاكات المنسوبة إلى القوات الإسرائيلية بحق المدنيين وممتلكاتهم، وفق بيان رسمي صادر عن محافظة القنيطرة. وأوضحت المحافظة أن زيارة اللجنة تأتي في إطار مساعٍ أممية لجمع الشهادات الميدانية والوقوف على طبيعة الاعتداءات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، لافتة إلى أن وفدًا أمميًا كان قد التقى، يوم الخميس الماضي، أهالي بلدة خان أرنبة في ريف القنيطرة، واستمع إلى إفادات تتعلق بتوغلات عسكرية واعتداءات طالت السكان. وتزامن وصول اللجنة مع توغل للقوات الإسرائيلية باستخدام ست آليات عسكرية في قرية صيدا الحانوت بريف القنيطرةالجنوبي. وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن القوات المتوغلة قامت بتفتيش أربعة منازل ونصبت أربعة حواجز عسكرية داخل القرية، ما أثار حالة من التوتر في صفوف الأهالي. ويأتي هذا التصعيد بعد نحو أسبوعين من حادثة دامية في بلدة بيت جن على سفوح جبل الشيخ بريف دمشق، حيث قُتل 13 شخصًا وأُصيب نحو 25 آخرين جراء عمليات عسكرية إسرائيلية، بحسب مصادر رسمية سورية. ومنذ سقوط النظام السوري السابق، تشهد مناطق ريفي القنيطرة ودرعا توغلات إسرائيلية شبه يومية، غالبًا ما تترافق مع عمليات دهم واعتقال، أُفرج عن بعض الموقوفين لاحقًا، فيما لا يزال مصير آخرين مجهولًا حتى الآن. كما تشير تقارير محلية إلى انتشار نقاط عسكرية إسرائيلية تمتد من قمة جبل الشيخ وصولًا إلى منطقة حوض اليرموك في أقصى الريف الجنوبي المحاذي لمحافظة درعا، حيث يبلغ عدد القواعد الإسرائيلية ثماني قواعد في القنيطرة وقاعدة واحدة في درعا. ويُنتظر أن تسهم نتائج مهمة لجنة تقصّي الحقائق الأممية في تسليط الضوء على تطورات الوضع الميداني في جنوبسوريا، وتوثيق الانتهاكات المحتملة تمهيدًا لرفعها إلى الجهات الدولية المختصة.