المقصود هنا كم جنيناً نرجع إلى الرحم في عمليات أطفال الأنابيب ؟ التساؤل هنا منطقى، خاصةً إذا استعرضنا خطوات التخّصيب في عمليات أطفال الأنابيب، تكون الخطوة الأولى بإعطاء أدوية تتحكّم في إنتاج عدد معقول من البويضات ، لأن زيادة عدد البويضات المستخرجة من المبيض تعطي الطبيب مجالاً لاختيار الأفضل، وهذه المرحلة يتم إجراؤها تحت مراقبة وثيقة ، لتفادى الإفراط في استثارة المبايض، الأمر الذي قد يؤدى الى مخاطر كثيرة. عندما نصل إلى وجود عدد من البويضات الناضجة ، ننتقل إلى المرحلة الثانية وهى استخراج البويضات من المبيض ليتم التعامل معها في المختبر ، قد نحصل هنا على عدد من البويضات ، ننتقل بعدها الى المرحلة الثالثة وهى تخّصيب كل من هذه البويضات بحيوانات منوية نحصل عليها من الزوج ، و في بعض الأحيان يكون ذلك بالتلقيح المجهري، و هذا يعنى حقن الحيوان المنوي داخل البويضة تحت المجهر. إذا وفق الله و تم الالتحام بين مكونات الحيوان المنوى الوراثية و بين البويضة ، بحيث تصبح خلية واحدة قادرة على الإنقسام ، نكون قد نجحنا في إجراء التخّصيب، و هنا يبدأ انقسام الخلية، حيث نصل إلى مرحلة الخلايا العديدة ،عادةً في اليوم الخامس بعد استخراج البويضات ، يُعاد واحد أو اثنان أو ثلاثة إلى داخل الرحم والباقى يمكن تجّميده ليتم استخدامه في دورة أخرى عند الحاجة إليه. عادة ما يتفق الطبيب مع الأبوين على عدد الأجنة المعادة إلى الرحم ، كلما زاد عدد الأجنة يزيد نسبياً إحتمالات استمرار الحمل وكذلك عدد الأجنة، و قد يكون تعدّد الأجنة مرغوباً، و لكن اقتران ذلك بالولادة المبكّرة ، وما فيها من أضرار محتملة على الطفل ، جعل معظم الهيئات العلمية تحدّ من عدد الأجنة المنقولة إلى الرحم . عام 2019، خمسون في المائة من عمليات أطفال الأنابيب في الولاياتالمتحدةالأمريكية اقترنت بنقل جنينيْن فقط، بينما اقترن سبعة و خمسون في المائة بنقل جنين واحد فقط في القارة الأوروبية، لدرجة أن جمعية الخصوبة الاوروبية توصي باستمرار نقل جنين واحد فقط للتخلُّص من مشكلات الولادة المبكِّرة التى تصاحب زيادة عدد الأجنة. وحيث أن الرعاية التي يحتاجها الطفل المولود مبكِّراً مكلفة جداً من الناحية المادية، فإن هذه المسألة يجب أن تؤخذ في الحسبان عند اتخاذ القرار.