تتشظى مليشيا الحوثي الانقلابية من الداخل، فوسط خلافات بين أعضائها ظهر تشكيل عسكري جديد -تحت مسمى " قوات الدعم والإسناد"- يسعى لأن يكون بديلا لحكومة الانقلاب، وذلك في اسستنساخ لفكرة وهيكل الحرس الثوري الإيراني، لإبعاد غير المرغوب فيهم عن المشهد، إذ دشنت أنظمة اتصالات خاصة بالتشكيل الجديد عبر منظومة معلوماتية أطلقت خصيصًا له. ويعتبر إعلان مليشيا الحوثي عبر رئيس مجلس الانقلاب السياسي الأعلى مهدي المشاط، عن تدشين العمل ببرنامج ما يسمى الصمود، تمهيدا لتسليم التشكيل العسكري الجديد إدارة مؤسسات الدولة والوجود عسكريا كقوة رديفة، لن ترضي الكثير من القيادات التي لا تريد البقاء في الظل. ويتزعم التشكيل الجديد القيادي الحوثي قاسم الحمران الذي تولى تغيير مناهج التعليم في صنعاء لتكون ذات محتوى طائفي ومذهبي متطرف، بينما أكدت مصادر أن قوات الدعم والإسناد ترتبط بزعيم مليشيا الحوثي الذي وجه بإنشائها وعمل على متابعة بناء وحداتها وتسليحها لتصبح منفصلة عن العناصر التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في حكومة الانقلاب، ما يعني أن الخلافات تتفاقم يوما بعد آخر بين زعيم المليشيا وبعض قيادات الجماعة الإرهابية. وستتواجد القوات الجديدة في كل المحافظات ولديها قيادة مستقلة عن قيادة المليشيا الميدانية، مشيرة إلى أنها بدأت في الانتشار بعدد من الجبهات بمساحات تموضع خاصة بها؛ كونها "قوات مغلقة وجميع منتسبيها من عناصر المراكز الطائفية المتطرفة تمت تنشئتهم خلال 4 أعوام بشكل خاص فكريا وعسكريا". وأعلنت مليشيا الحوثي مؤخرا دمج ما يسمى باللجان الشعبية بوزارة الدفاع، تمهيدا لإحلال قوات التشكيل الجديد بديلا عن اللجان الشعبية، التي كانت تشكل الجناح العسكري لمليشيات الحوثي، غير أنها مختلطة مع مجاميع قبلية ومقاتلين لم يحصلوا على تنشئة طائفية مكثفة باستثناء دورات تلقين. وتقول المصادر وفقا للعين الإخبارية، إن خبراء من حزب الله وآخرين متخصصين في أنظمة الاتصالات انتهوا قبل أشهر من تجهيز شبكة اتصالات خاصة بالتشكيل الجديد "كتائب الدعم والإسناد"، بعيدا عن أنظمة اتصالات وزارة دفاع الانقلاب، إضافة إلى بناء منظومة معلوماتية مستقلة. من جهة ثانية، قال ركن التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية الخامسة بالجيش اليمني العميد عدنان الصديق ل"البلاد"، إن خروقات الحوثي في المنطقة مستمرة يوميا على مدار الساعة، فهناك خروقات بالمتفجرات والصواريخ والمقذوفات التي تسقط على الأحياء السكنية في حيران وميد وجميع القرى، مضيفا: "هناك ضحايا بالعشرات ونحن في القوات المسلحة نعتبرها هدنة من طرف واحد فالشرعية ملتزمة والحوثيون غير ملتزمون ولا ينفذون أي مواثيق واتفاقات"، مؤكدا أن القوات اليمنية جاهزة لردع أي تجاوزات واعتداءات.
