الدراما ترفيه أم استثمار وصناعة؟

في مثل هذه الأيام من كل عام تعلن مؤسسات الانتاج حالة الاستنفار لتقديم كل ما يروق للمشاهدين من اعمال درامية تشد الأنظار للقنوات الفضائية العامة و الخاصة طمعا في اجتذاب الدعايات من قبل الشركات و المؤسسات التجارية و تكون بعض الأعمال الفنية حصريا على قنوات معينة و قد شهدت الدراما السعودية بصفة خاصة و الخليجية بصفة عامة تطورا و نقلة نوعية تفوقت على الدراما المصرية و السورية و اصبح لها من المتابعين ما يفوق اكثر أنواع الدراما العربية
وقد انتشرت في كافة الأقطار العربية و غير العربية و ترجمت و دبلجت إلى لغات أخرى و وقفت على قدر المساواة مع المسلسلات التركية
و قد شد المسلسل الدرامي السعودي طاش ماطاش سابقا المتابعين في شهر رمضان و اصبح في قمة المشاهدة كل عام إلى أن توقف مؤخرا واستبدل بالمسلسل سيلفي للفنان ناصر القصبي الذي لاقى نفس الاهتمام والمتابعة. في المسلسل الكوميدي السابق و أدى الغرض منه في معالجة الكثير من القضايا الاجتماعية للمجتمع و قد تعدت هذه المسلسلات و تخطت مجال الترفيه إلى مجال الصناعة و الاستثمار و يقدر الاستثمار الخاص في هذه الاعمال بمليارات الدولارات و فتحت من عائداتها بيوتا و أفواها تستعيش على هذه الصناعة الناشئة
إننا مدعوون كمستثمرين بالاستثمار في هذه الصناعة الوليدة و لعل رؤية المملكة عشرين/ثلاثين قد تطرقت إلى الرؤية الثقافية لبلادنا في المجالات الفنية كالسينما و المسرح و الدراما
و كم أتمنى من هيئة الإذاعة و التلفزيون أن تستثمر في صناعة الدراما لجذب المستثمرين في انشاء مدن للإنتاج الإعلامي أسوة ببعض الدول بحيث تكون المملكة مصدرة للأعمال الدرامية تلك الاعمال التي تتناسب مع مبادئنا و قيمنا و عاداتنا و تقاليدنا الاسلامية لاسيما و انه اصبح لدينا في الوقت الحاضر الكوادر الفنية من ممثلين و فنيين يستطيعون ادارة هذه المدينة بكل حرفنة و اقتدار و بهمة المسؤولين تتحول هذه الأمنيات إلى واقع نجني ثماره جميعا