بقدرِ غِبْطَةِ المرءِ بجهود جمعيات خيرية لتجميع الطعام الزائد عن الحاجة في مناسباتنا يَحزنُ كثيراً لأن جهودها المحمودةَ لا تغطي الفوائضَ الهائلةَ. ثم يزداد أسىً بالإطلاع على الهدرِ المَهولِ من طعام (المستشفيات) حيث المَرجوعُ أكثر من المأكول. و تماثلُها (الكليات العسكرية) و غيرها من جهاتٍ تعتمد على مُتعهِّدي تغذيةٍ كلُّ هَمِّهِم كثرةُ الوجَبات المجهّزةِ لزيادةِ دخلِهم، دون إعتبارٍ للفائض. هدرٌ خطيرٌ.. أرى أنه باتَ لِزاماً تدخُّلُ الحكومة بمعالجاتٍ تبدأ بإلْزام المتعهدين توصيلَ الفائضِ لمستحقّيه بترتيباتٍ معيّنة..و قد تنتهي برعاية تأسيس جمعيةٍ كبرى لهذه الأغراض و ما ينبثقُ عنها من أبواب خير. إعادةُ تدويرِ فوائضِ الأطعمة (كنزٌ) من الرعاية المجّانية..و تَركُه (ذنْبٌ) في الموازين الربّانيّة.