ليس هناك مبرر أبداً في تعطيل إجرءات مشروع مبنى مدرسة رغدان الابتدائية بمنطقة الباحة لما يقارب عقد من الزمن وبحسب معرفتي أن واحدا من أسباب تعطيل تنفيذ المشروع ضياع معاملة المدرسة ولأكثر من مرة داخل أقسام الإدارة في فترة سابقة مما يعطي مؤشراً واضحا على الإهمال وضعف الإحساس بالمسؤولية . وكان ذلك – مع الأسف – هو السبب الأول في التأخير . أما السبب الثاني هو عدم تكامل دراسة المشروع من جميع الجوانب حيث لم ينظر لطبوغرافية الأرض وما تحتاجه من جدران استنادية وغيرها مما أدى إلى إحجام المقاول الذي رست عليه الترسية ومضت السنوات دون معالجة للوضع ، لدرجة أن إدارة المشاريع عرضت على الأهالي أن يتولوا إقامة الجدار الاستنادي على حسابهم الخاص ليتم استكمال المشروع لمعالجة خطئهم أو قل إهمالهم وهذا مطلب في غاية الطرافة !! كما أن أولياء أمور الطلاب تقدموا بعدة شكاوي وبرقيات لإدارة التعليم وللوزارة طيلة الفترة وكتب عنها في الصحف والمواقع الإلكترونية مرات ومرات ولم يتغير الحال لدرجة أصبحت معها وزارة التعليم مثار الاستغراب في تعثر مشاريعها وإهمال طلابها وعدم الاستجابة لمطالبة أولياء الأمور ، وربما نعزو ذلك للمركزية التي أدت إلى مثل هذه المشكلات التي عجزت الوزارة عن معالجتها، وإلى التسامح في النظام الإداري والمالي مع المقاولين الذين يتسببون في تأخير مشاريع الدولة عمدا والسماح لهم باستلام مشاريع أخرى دون وجود قائمة سوداء ! وإلى النظرة القاصرة لمسؤولي المشاريع بالإدارة وغيرهم في عدم البحث عن أراض جيدة ومناسبة للمدارس واعتمادهم على الأراضي التي تسلم للإدارة من قبل الأهالي حتى لو كانت غير مناسبة أو في مواقع غير جيدة لدرجة أنها أقامت مبان لبعض المدارس في مواقع انحدارية خطرة لهذا السبب . وربما لم تقم بالشراء سوى أراض محدودة تعد على أصابع اليد الواحدة لإقامة مبان مدرسية منذ تأسست الإدارة إلى الآن وهذا مؤشر يعكس واقع مؤسف يحتاج إلى معالجة سريعة وعملية ومضاعفة الاهتمام لما يخدم التربية والتعليم بشكل سليم . وللتذكير فإن مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات برغدان في مبنى مستأجر أيضا مع أنها من أكبر وأقدم مدارس البنات في المنطقة وقد تم تسليم أرض المدرسة للإدارة منذ ما يقارب ثمان سنوات ولم يتم شيء رغم المطالبات المستمرة بإنشاء مبنى يخدم طالبات القرية كغيرهن من طالبات المملكة. والأهالي لا زالوا يتساءلون فهل من مجيب ؟.