كانوا كوكبة من الروَّاد شاركوا مسيرة وحدة هذا الوطن بجهود متميزة وفي مجالات متعددة.. كتب كل واحد منهم قصة عملية بفكره وعطائه في الزمن الصعب قبل أن يرحل ولكنه فرض اسمه رمزاً في ذاكرة التاريخ.. وما أحوجنا إلى تكريم أولئك الرواد. وإذا كان البعض يرى أن هناك من أولئك الرجال لم يعش مشهد تكريمه وهو ما زال حياً. فإنني هنا أحيل هذه الرؤية إلى المؤسسات والكوادر الوطنية في تلك المرحلة.. إلاَّ أنني أمام الحالة الراهنة في مسيرة التكريم التي انتهجها الأستاذ القدير عبدالمقصود خوجة في اثنينيته الشهيرة التي تضيء عناقيد الحب والوفاء لكل المبدعين وتحرض على مزيد من الجهد والمثابرة للجيل الحاضر. حين يرون ويقرأون النماذج التي استحقت التكريم. وفي هذه المسيرة سعدت كثيرا بالتوجه الجديد في منعطف الاثنينية التي بدأها العزيز عبدالمقصود في الأسبوع قبل الماضي والتي تستهدف تكريم الرواد الراحلين عن هذه الدنيا وتركوا خلفهم الكثير من الأعمال التي لا يمكن للأجيال الحاضرة والقادمة إلا أن تعيش ذاكرة أولئك العمالقة. خاصة في الجانب الثقافي والوطني والإنساني ومن الذي لا يحرص على معرفة حجم تجربة أولئك الرواد الذين مازالت مقاعد الكثير منهم خالية لم يجلس عليها أحد.. وهنا أذكر أنني تطرقت إلى هذا الجانب في صيغة سؤال لمقال كتبته في عكاظ تحت عنوان (من الذي سوف يجلس على كرسي العواد؟) وذلك بعد أيام من رحيل الأستاذ الكبير محمد حسين عواد يرحمه الله. وهو سؤال مازال قائماً!! نعم للفكرة الرائعة.. ونعم لتكريم تلك الرموز التي تركت لنا إرثاً عظيماً من عصارات فكرهم وعطاءاتهم التي لا تموت. وشكراً لصاحب الاثنينية الذي قرر إعادتهم من خلال تكريس اسمائهم وأعمالهم وتجاربهم والاعتراف بما قدموه للأمة. ليأتي التكريم من رجل أديب كان شاهداً على العصر لكثير من أولئك العمالقة. وقرر أن يفتح ملفاتهم الخالدة في ذاكرة الأجيال من خلال ديوانه الثقافي الذي يحرص على توثيقه. والذي سوف يبقى جزءاً ثرياً ومهماً في مسيرة الثقافة العربية.