برغم الشعبية الكبيرة التي تحضى بها العرضة الجنوبية - ولا أدل على ذلك من الحضور الكبير لحفلاتها - إلا أنها تعاني من ندرة الشعراء القادرين على الوقوف على منصة الشعر بروح التحدي مع الشعراء ( الرموز ) والإقناع لجمهور يملك ذائقة نقدية مميزة . هذه الندرة نعني بها عدم ظهور أسماء شعرية متميزة على فترات متباعدة فالأسماء المميزة هي ذاتها لم تتغير منذ سنوات ! وهنا يبرز السؤال هل يعقل أنه لا يوجد شعراء بين كل هذا العدد الكبير من العشاق والمتابعين أم أن هناك عوائق دون ظهور تلك الأسماء وبروزها ؟!. دائماً ما أسمع تهماً من فصيلة محاربة النجوم للشعراء الجدد ، ووجود لوبي يقوده مجموعة من الشعراء لإنهاء تجربة أي شاعر جديد قبل أن تبدأ ، وكذلك شروط يفرضها الشاعر النجم على مستضيفيه بعدم السماح للشاعر الشاب ( الغير معروف ) على مشاركته الحفلة وفرض أسماء معينه على الداعين . بصراحة الأمر محير فمع بروز عدد من الشعراء في ساحة المحاورة في كل فترة تجد شعراء العرضة هم ذاتهم لم يضف إليهم أي أسم جديد. مسابقة شاعر الفرسان أتت لكي تقدم فرصة - غير مسبوقة - للشعراء الشباب لإقتحام ميدان العرضة ، إلا أنها لاقت - كغيرها من المسابقات الشعرية - سيلاً من التُهم والإنتقادات بدأت بالقناة والقائمين عليها مروراً بالشعراء المشاركين والنصيب الأوفر كان للجنة التحكيم ! لجنة التحكيم التي تضم ثلاثة من ألمع نجوم الشعر الجنوبي وأكثرهم وعياً وثقافة طالها من النقد والتشكيك في الذمم ما يجعل إستمرارهم في المسابقة محل عجب المحب والكاره . إلا أنني أرى أن الموافقة على المشاركة في المسابقة من قبل هؤلاء الشعراء النجوم وإستمرارهم فيها هو أكبر رد على كل التهم التي طالتهم خلال كل السنوات الماضية ودلالة دعمهم الصادق لظهور أسماء جديدة تشاركهم منصة الإبداع وإيمانهم التام أن هذه المسابقة - بكل ما فيها من عيوب - هي بوابة حقيقة لخروج شعراء قادرين على إعادة الوهج إلى حفلات العرضة بفكر جديد وصوت جديد مرتدية ثوب الشباب وتحدي الكبار . كل من شارك في المسابقة سيجد لدى نفسه الكثير من المحفزات لخوض غمار التحدي مع من كان يقيمه بالأمس عبر لجنة التحكيم والمستفيد هو الجمهور بلا شك وسيجد الدعم من جمهوره السعيد - بالنسبة للفائز - وجمهوره الغاضب - بالنسبة للخسران - وكل ذلك سيجعل للعرضة غداً فرسان غير من عرفنا وأمتعنا وتسيد لسنوات .