مع بدء موسم الصيف تزايدت شكاوى المواطنين والمقيمين في السعودية من ارتفاع فاحش شهده عدد من السلع الغذائية المتنوعة، وظهر ذلك من خلال تزايد البلاغات التي بات يتلقاها هاتف الشكاوى المجاني الخاص بوزارة التجارة (8001241616). ارتفاع الأسعار الكبير لم تكشفه شكاوى المواطنين والمقيمين فقط بل رُصِد على مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية، الذي سجَّل ارتفاعاً ملحوظاً في عدد من المواد الغذائية خلال الأسابيع الأربعة الماضية. وتراوحت الزيادات في بعض أصناف وأنواع السكر والهيل وحليب الأطفال بين ريال و25 ريالاً، وذلك منذ بداية شهر رجب حتى بداية شهر شعبان الجاري. وتأتي عملية رفع الأسعار بالتزامن مع بدء موسم الصيف واقتراب شهر رمضان المبارك، وكذلك بدء توافد الكثير من الزوار إلى السعودية للاصطياف والعمرة، إضافة إلى كثرة متطلبات الأُسَر في مثل هذه المواسم مع تزايد حفلات الزواج والمناسبات وتنقل الأُسَر. وتشير التوقعات إلى أن رفع الأسعار جاء أملاً من التجار بالحصول على أكبر أرباح ممكنة، وذلك باستغلال مثل هذه المواسم. وللمخاوف من استمرار الزيادة الفاحشة في الأسعار التي وصلت إلى معدلات غير معهودة، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك الذي يشهد في كل عام زيادة في الأسعار، استطلعت "سبق" آراء عدد من القُرّاء؛ للتعرف على المواد التي شهدت ارتفاعاً في أسعارها مؤخراً، كما تفتح المجال من خلال هذا الموضوع للقُرّاء للكشف عن أي سلعة ارتفعت أسعارها، وذلك من خلال التعليقات؛ لكي يطلع عليها المسؤولون أملاً بالتحرك ومحاربة الجشع وكبح جماح المغالين في الأسعار. يقول القارئ محمد العتيبي: إن ما يحدث يدعو للتساؤل والدهشة من الارتفاع الذي شمل غالبية الأصناف الغذائية من سكر وهيل وحليب أطفال وألبان وغيرها، إضافة إلى التوقيت الذي يكشف أن هناك أموراً تدعو إلى التحقق والتحقيق، وتكشف نية الاستغلال والجشع. ويشير العتيبي إلى أن المدن السياحية هي أكثر من عانت ارتفاع الأسعار مثل الطائفالباحة، إضافة إلى منطقة مكةالمكرمة، وذلك بالتزامن مع موسمَيْ الصيف والعمرة. وبيّن العتيبي أنه على سبيل المثال فإن أرز "أبو سيوف" كان يباع في الطائف قبل أيام قليلة وزن 40 كيلو ب 185 ريالاً، والآن يُباع ب 187! عبدالرحمن الزهراني كشف عن أن سعر أرز "الوليمة" وزن 40 كيلو قفز هو الآخر في الباحة من 225 إلى 229. ويقول الزهراني إن الهيل الأمريكي رقم 2 ارتفع سعر الكيلو منه في الباحة من 106 ريالات إلى 120 ريالاً في ثلاثة أسابيع فقط؛ ما يكشف أن الهدف هو استغلال موسم الصيف. وعن ارتفاع حليب الأطفال بيّن القارئان عبدالله غزاي وحمد عجاب أنه ارتفع بمعدل ريالين في غالبية الأنواع، منها رونالاك وإس26 الذهبي، وهو ارتفاع غير مبرَّر. ويقول المواطن بندر عبدالرحمن إن سعر سكر "الأسرة" حجم 50 كيلو ارتفع في مكةالمكرمة من 151 ريالاً بداية شهر رجب وإلى 176 ريالاً الآن، وقال: "أنا لا أتهم أحداً، ولكن على المسؤولين التحقق من ذلك، بل إن الغريب أن الارتفاع يأتي بعلم الجهات المعنية، ويتضح ذلك في مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية. فلماذا يرتفع سعر السكر في مكةالمكرمة خلال 4 أسابيع بزيادة 25 ريالاً؟ ولماذا هذا الارتفاع في مكة فقط؟". وقال المواطن سعد المالكي إن لبن "المراعي" ارتفع سعره بفارق ريال، فيما أعلنت شركة نادك ثبات أسعارها؛ فما سبب هذا التفاوت بين شركات الألبان؟ ولما تقف الجهات المعنية موقف المتفرج؟. من جهته أبلغ "سبق" مصدرٌ في هاتف بلاغات وزارة التجارة بأن الهاتف يستقبل البلاغات بشكل فوري، ويتم إرسالها إلى المركز الرئيسي، الذي يقوم بتوزيعها على فروع المناطق التي ترد منها البلاغات؛ لإرسال المندوبين والتحقق من الشكاوى واتخاذ الإجراءات اللازمة. وقال إن غالبية البلاغات هذه الأيام عن ارتفاع الأسعار. "سبق" تفتح المجال للقُرّاء لنشر أي شكاوى من ارتفاع الأسعار عبر التعليقات على الموضوع؛ لكي يطلع عليها المسؤولون، ويتعرف القُرّاء على المواد الغذائية التي بدأت أسعارها في الارتفاع؛ لانتهاج الطرق الواعية التي تقلل من خسائر المستهلكين.
