كنت في صالة استقبال الفندق في هولندا عندما شاهدت مجموعة من الأطفال ترافقهم سيدة. سألت فقيل لي هؤلاء تلاميذ مدرسة يقومون بزيارة قسم خدمات الغرف ليطلعوا على الخدمات التي يقدمها الفندق للزبائن. المنظر ذكرني بما قالته لي معلمة العلوم في مدرسة ابتدائية في ولاية أريزونا بأمريكا من أنها تأخذ تلاميذها إلى الصحراء لتشرح لهم النباتات البرية وتناقشهم فيما قرؤوه عنها. سألتها وهل هذا مطلوب في المنهج الدراسي؟ قالت إن لها حرية الاختيار في الأسلوب الذي تعلمهم به علوم الحياة. نفس الشيء وجدته في فنلندا. المعلمة هناك ليست مقيدة بأسلوب محدد في التدريس إذ إن لها حرية الاختيار في الأسلوب الذي تتبعه. وفي النهاية تسأل عن النتائج. وفي اليابان ليس لديهم شركات نظافة في المدرسة وإنما هم المعلمون والتلاميذ يتعاونون معا في صيانة ونظافة المدرسة، ولكل مدرسة ميزانيتها الخاصة بها يتصرف فيها مجلس مكون من الهيئة التعليمية وبعض أولياء أمور التلاميذ. مهمتهم تحقيق الأهداف التي رسموها للمدرسة في إطار الأهداف العامة للتعليم. ترى هل يمكن أن نصل ذات يوم إلى المرحلة التي تصبح فيها لكل مدرسة حكومية ميزانيتها الخاصة بها ولها حرية الحركة والإبداع. في يقيني أن الذي يعني ولاة الأمر والمسؤولين في بلادي في الدرجة الأولى هو تحقيق مستوى راق من التعليم يتماشى مع ثوابت العقيدة وسياسة الدولة في حفظ الأمن والاستقرار. وهي أمور يمكن أن توضع لها معايير واضحة المعالم يطلب من المدارس العمل في إطارها. وفي الوقت نفسه تنشأ مراكز في مدن المملكة تحتوي على كم وافر من المناهج والمواد التعليمية ووسائل الإيضاح ونماذج للامتحانات تكون مهيأة لكل معلم ومعلمة ولكل مدرسة يختار منها من يشاء ما يشاء وكيف يشاء بهدف الوصول إلى أعلى مستوى تعليمي وتربوي ممكن. ولمجلس المدرسة الذي يشارك فيه أفراد متطوعون من المجتمع أن يضع سياسة المدرسة ويشرف على صرف ميزانيتها واختيار وتعيين المدرسين الذين يراهم ملائمين ويعقد الدورات التطويرية لهم. وفي نهاية كل عام تقوم الوزارة أو بالأحرى كل مديرية تعليم بتقييم ما حققته المدارس للوصول إلى الأهداف. المدارس التي تحقق أعلى المستويات تكافأ والتي تتخلف عن تحقيق الأهداف تحاسب.. ترى هل تتفقون معي على أن هذه الطريقة قد تكون إحدى وسائل الارتقاء بالتعليم في بلادنا؟.. إن الذي نحتاجه في الدرجة الأولى هو وضع الأهداف والمعايير والتدريب ثم التدريب ثم التدريب.