لا شك في أن بقاء مدمن على المخدرات خارج أسوار السجن أو مستشفى الأمل لتلقي برنامج علاجي، هو خطر حقيقي محدق بكل من يعيش في محيطه، ليس أسرته الصغيرة وحسب بل مجتمع حيه ومدينته. ولا بد من اتخاذ خطوات فعلية عاجلة على أرض الواقع تلزم مستشفيات الأمل بعدم إخراج أي مدمن يتلقى العلاج فيها إلا بعد أن يستكمل كل مراحل التعافي من الإدمان، وأن يلزم المدمن المتعافي ببرنامج زيارات محدد ودقيق ولو تطلب الأمر إلزامه بارتداء السوار الإلكتروني لمتابعته لفترة من الزمن تضمن عدم عودته لتعاطي المخدرات والإدمان من جديد. لا يكفي أن ننتظر الأسر لتسلم أبناءها أو تحضرهم لمستشفيات الأمل بعد البلاغ الأول، فهذا البلاغ يكفي تماما لأن يحتجز المدمن حتى تعافيه التام. ولعل قضية «أبو ملعقة» الشهيرة، وجريمته النكراء في حي السويدي بالرياض أن تعلق الجرس، وأن تدق ناقوس خطر حقيقي لاحتواء هؤلاء المدمنين وعلاجهم، وعدم السماح بإطلاقهم في الشوارع يهددون حياة الآخرين ويرعبونهم كما أوضح الفيديو المتداول لأبي ملعقة.. وهذا الدور لا بد من أن تضطلع به الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع وزارة الصحة متمثلة بمستشفيات الأمل في كل مناطق المملكة، فالكلفة العلاجية والسريرية التي تتكبدها الدولة أخف وأقل بكثير مما ستخسره جراء ترك معظم هؤلاء المدمنين هائمين في الشوارع بلا علاج، قد يزهق أحدهم حياة إنسان، وهذا الإنسان هو رأس المال الحقيقي الذي تؤثر خسارته في قلب الوطن.