لميس طارق عطّار لم يبق سوى الذكريات وما أجمل تلك الذكريات .. مليئة بالفرح والحب. اشتهر جدي الحبيب كونه مربيا بحرصه على العطاء وأجده في أقوى صور العطاء لنا نحن الأحفاد. فنشأتنا تحت أيدي هذا المربي الفاضل أضافت لحياتنا الكثير فهو كان حريصا دائما منذ صغرنا على أن يثقّفنا في جميع النواحي حيث كان يجمعنا حوله أنا وإخواني سهيل وماجد ويزودنا بالمعلومات العامة ويسألنا أسئلة ونحن نتسابق للإجابة. وكنا كعادة أي طفل نحب أن نخبر الجميع عن إنجازاتنا البسيطة والصغيرة فكنا نحرص أشد الحرص على أن نخبره -رحمه الله- بأننا حفظنا هذه السورة وقرأنا هذا الكتاب وكتبنا عن هذا الموضوع، وكان أيضا حريصا على معرفة سير قراءتنا للقرآن الكريم في شهر رمضان فكنا نتسابق لنخبره أولا بأول لعلمنا أن كلمات التشجيع منه فقط هي ما ستدفعنا للاستمرار، وكبرنا وكبرت معنا هذه العادة لعلمنا أنها ستكون سببا يسعده -رحمه الله- ولأننا تعودنا أن نسمع منه كلمة (عظيم!) التي كان يقولها لإعجابه بالأشياء. وأيضا عودنا جدي الحبيب منذ الصغر أن نكتب عن المناسبات في مفكرته لحفظ الذكريات الجميلة فكان يجعلني أكتب عن الأحداث السعيدة التي تحصل للأسرة كالاجتماعات عند رجوع أحد أفراد الأسرة من السفر أو عند ولادة حفيد أو حفيدة في الأسرة وكان يجعل إخواني سهيل وماجد يكتبان عن ماذا خطب الإمام في يوم الجمعة مباشرة بعد الصلاة. وكبرت وأصبحت الدروس التي تعلمتها منه هي عاداتي التي اعتدها. علم الناس الكثير وتعلمنا منه الكثير والكثير وجعلنا نفخر به وبحب الناس له وبحبه للعلم. أسأل الله العظيم أن يرحمه ويغفرله ويسكنه جنة الفردوس وأن يجعل علمه صدقة جارية له حتى يوم الدين.