أكد عدد من أمهات وزوجات رجال الدفاع المدني انهن رغم صعوبة المواقف التي يعيشها أبناؤهن وأزواجهن، الا انهن فخورات كل الفخر بما يقدمه رجال الدفاع المدني من أعمال بطولية في مهامهم الانسانية وواجبهم الوطني الملقى على عواتقهم. وقلن إنهن دائما ما يعشن حالة قلق في أوقات الطوارئ خاصة مثل الامطار والحوادث والكوارث الطبيعية.. "عكاظ" التقت عددا منهن في خضم ما تشهده مناطق واسعة من المملكة هذه الأيام من سيول وأمطار. وأجمعن على أنهن دائما ما يودعن ازواجهن وأبناءهن في كل مرة تحدث حالة طوارئ في المناطق، لأنهن لا يعلمن ما قد يتعرضون له من مخاطر جراء عمليات الانقاذ، وقد تكون اخر مكالمة تدور بينهم، فيما اكد عدد من الامهات انهن يؤمن بالقضاء والقدر في حالة اصابة ابنائهن و فقدانهم (لا سمح الله). وأضفن «واجبهم الوطني هو عزاؤنا فيهم دائما». مهام صعبة ووصفت ام خالد (والدة احد رجال الدفاع المدني) مهمة رجال الدفاع بالصعبة وفي الوقت نفسه فيها كثير من التضحية بالنفس من منطلق انساني وإسلامي خاصة إذا كان المصابون او المحتجزون اطفالا او كبار سن. وقالت ام خالد انها في كل مرة تكون هناك حالة حريق او حوادث او امطار «يتصل ابني يودعني لأنه لا يضمن العودة، وقد يتعرض لبعض المخاطر ويظل قلبي معه واستودعه الله سبحانه وتعالى لأنه هو الحافظ وحده، وأحمد الله كثيرا وأشكر فضله عقب أن يكلمني مطمئنا لي بأن مهمته انتهت بسلامتهم من كل أذى». أبنائي الأربعة اما ام طلال العتيبي، فتقول «من فضل ربي علي ان ابنائي 4 وجميهم والحمد لله يعملون في الدفاع المدني في عدة مناطق. وزادت: تعرضت لموقف صعب ومقلق للغاية وأنا أتلقى في الأسبوع الماضي مكالمة منهم جميعا وفي وقت واحد عقب ما تعرضت له المملكة من هطول امطار غزيرة نتجت عنها سيول ضخمة. واستطردت أم طلال تقول: طلبوا مني ان ادعو لهم فهم متجهون في مهام عملهم وذلك لإنقاذ بعض المحتجزين في بطون الاودية ومجاري السيول التي ذهب ضحيتها بعض من شباب الوطن جراء التهاون في العبور والتنزه في اوقات هطول الامطار. وأضافت: ولكن الحمد لله الذي حفظ لي ابنائي وأعادهم لي سالمين ففي تلك اللية لم استطع النوم او الراحة الا بعد ان طمأنوني عليهم جميعا وهم في طريق عودتهم الى منازلهم، مشيرة إلى أن قلب الام يعيش مع الابناء حتى وهم يؤدون مهام عملهم فالأم لا تغفل لو لحظة عن ابنائها. فيما بينت رشا الحارثي ان ما حدث خلال الايام السابقة من هطول امطار غزيرة على مناطق المملكة ذهب ضحيتها العديد من المواطنين جعلها قلقة على زوجها الذي كان في مهام عمله. وأضافت: في بعض الاوقات افقد الاتصال معه للاطمئنان عليه، الا ان مهامه الانسانية تنسيني قلقي عليه فينحصر تفكيري في انقاذ الارواح البشرية، مشيرة إلى أن رجال الدفاع المدني ينسون انفسهم لإنقاذ الآخرين فمهام رجال الدفاع المدني انسانية قبل ان تكون مهام عملية. وأضافت: كثيرا ما يذكر لي زوجي ان من اصعب المواقف التي يمر بها هي عملية إنقاذ الاطفال الذين يتعرضون للحجز جراء السيول وبعض الحرائق. أم فهد (زوجة احد رجال الدفاع المدني) اكدت ان امهات وزوجات رجال الدفاع المدني يعشن في كل مهمة لرجال الدفاع المدني حالة القلق والخوف مما قد يتعرض او يصيب الابن أو الزوج في مهام إنقاذ المحتجزين. وزادت: ما يقلقني في بعض مهام الدفاع المدني هو دخول رجال الدفاع المدني في منطقة الخطر وما نشهده عبر وسال الاعلام من مقاطع ومن مواقف تدمع لها العين وتجعلني اعيش وابنائي في حالة قلق دائم حتى عودته من المهام، وما مواقف رجال الدفاع المدني التي يلاحظها الجميع الا نابعة من انسانيتهم التي تجعل بعضهم يقدم روحه وحياته من اجل انقاذ انسان.