** كل الحكايات القصيرة تنقصها التفاصيل الدقيقة وقد تأتي مبتورة وعاجزة عن الإفصاح عن مدلولها وأهدافها وغاياتها.. وهي في الغالب تمر بعقلك سريعا ولا تكتمل.. وقد تبهرك وتشدك ولكنها لا تشغلك.. ** وهي متعة لترطيب الوقت لا تثري الفكر. ** قد يكون فيها من السحر ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الحياة السريعة لا تحتمل ذلك «التطويل» الفج والمضجر.. والممل.. ** الناس تركض في هذا الاتجاه وعليك أن تتبعه.. وليس بالضرورة، أن تصل إلى النهاية.. ** والذين يكتبون تلك «القصص القصيرة» والمبدعون منهم يتركون بدها، السطور الأخيرة لكي يعمل عقلك.. ولكن غالبا ما ينزع الإنسان نفسه من حيرته ويترك الأمور برمتها.. فإذا كان الكاتب لم يصنع النهاية فكيف هو يصنعها؟ ** ومن هنا يأتي الاعتقاد الجازم بأن كل الحكايات ناقصة.. وهي تولد هكذا مبتورة بلا نهاية.. أو مقلوبة الرأس.. ** نعم هناك من يسرد أحداثا.. يومية هي بإزاء عينيك تراها وتلمسها وتعيشها ولكن من منطلق الواقع الحذر.. والوجل والمتردد ولهذا فهي لا تقول شيئا.. ولا تصل إلي أي شيء.. ولهذا هي ناقصة ومفرغة من مدلولها.. ** إنهم القريبون البعيدون بتفكيرهم عن الوقوف على حافة المأساة والوصول إلى أعمق أعماقها.. ** وعندما يغمرنا.. ويغرقنا هذا الشعور بالإخفاق نجد أنفنسا دون أن ندري متلبسين بذلك الجرم المشهود في إخفاء الحقائق.. ** بعضنا يأكل رأسه سنوات طويلة معتقدا أنه يقول أشياء مهمة وهو لم يقل شيئا على الإطلاق.. والبعض يرى أنه لسان الطريق الممتد إلى أبعد مدى وهو لم ير الطريق ولم يشعر قط بآلام الناس وآمالهم وأحلامهم.. والذين يفكرون من بعيد لا يمكنهم أن يكونوا قريبين من شقائنا وتعبنا وأحلامنا بالخلاص.. ** لا المنابر.. ولا الحناجر ولا خطب «الألسنيين» في الغرف المغلقة يمكنها أن تصنع خلاص الأمة أو نهضتها.. أو أمجادها.. ** ولا سرد تلك القصص المبتورة يمكن أن يكون صوتا صادقا لتلك الينابيع المتفدقة في الطريق.. ** انزلوا إلى تلك الدواعيس البائسة.. والطرق الضيقة.. والحارات المغلقة وتطلعوا إلى عيون الناس الشاخصة إلى أعلى إلى رب السموات السبع.. واقرأوا في عيون الفقراء أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم.. واكتبوا وتحدثوا واملأوا الدنيا صخبا وضجيجا.. ولكن بأصوات المعدمين في الأرض لا بأصوات المترفين وحينها سيكون لكم صوت ولسان حتى يصل إلى من أراد أن يكون لكم صوت يصل إليه.. ولكن بالصدق والحقائق ولا تزيد ولن أزيد. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة