** أعرف أن «زامر الحي يطرب أيضا» لأنه لا ينكر أحدا ولا ينكره أحد ولأنه يتسلل إلى الطرقات وإلى تلك الدواعيس الضيقة.. وإلى أحلام البشر وآلامهم، ولأنه يعرف احتياجاتهم وأوجاعهم، يسلك أسهل الطرق ليصل إلى نبضات قلوبهم.. ويفتح له أبوابا في شرايين دمائهم. ** ولأنه منهم بألف عين ترى وألف أذن تسمع وألف لسان يتحدث.. يصبح لكلامه معنى.. قد يكون أحيانا بطعم السكر وأحيانا بطعم العلقم، ولكن في كلتا الحالتين يتقبله الناس لأنه ينتزع ما في صدورهم ويصرخ في وديان النحاس فيتردد صداه في كل القلوب. ** نحن لم تكلم ألسنتنا.. ولم تتعطل عقولنا.. ولم تتبلد أحاسيسنا.. ولم تتوقف مشكلاتنا.. ولا مطالبنا. ** نحن لا نعترض على من يأتي.. ولا من يرحل.. ولكن نود أن نقول إن لنا صوتا أبلغ إيضاحا وأكثر صدقا وأشد مرارة.. وأقل خوفا وأسرع وصولا إلى الناس. ** نحن نتحدث بلسان كل المغلوبين والمترفين والمقهورين والقاهرين والصادقين والصابرين والخاشعين والحامدين الله على نعمه. ** ونحن أعرف بمواجع العطب.. ومواجع الألم ومصدر الداء والدواء.. ولا نستورد ألسنة غير ألسنتنا لتتحدث عن تعبنا أو رخائنا أو تعاستنا أو هناءتنا. ** في هذا الوطن لا نحتاج إلى ألسنة مستعارة.. وبقدر ما لنا نعرف ما علينا تجاه أهلنا وأرضنا. ** وإذا كانت صدورنا وقلوبنا وأرضنا تتسع لكل إخوتنا وغير إخوتنا من العرب والمسلمين.. فهذا لا يعني أننا مكلومون أو عاجزون أو قاصرون أو عازفون عن انتزاع ما في قلوب أهلنا وأحلامهم.. وأتراحهم وأفراحهم. «لا والذي صوركم» نحن القادرون على أن نرى ما لا يراه القادمون الوافدون من كل بقاع الدنيا في بلادنا. ** هذه أرضنا.. وهؤلاء أهلنا.. ونحن أبصر وأعرف بهم من غيرنا. ** لم نصب بالعمى بعد ولن نغمض أعيننا على باطل نراه.. وهكذا علمنا القادة الصادقون العادلون من أهلنا.. ولا أزيد. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة