ترك رحيل اللاعب الخلوق يوسف السالم جرحاً نازفاً في نفوس محبيه وعارفيه وجمهوره؛ فالسالم ليس لاعب كرة فقط؛ بل نموذج للإنسان الخلوق، العطوف، السخي، المتسامح، والكامل التهذيب داخل المستطيل الأخضر وخارجه. رحل السالم قبل حلول رمضان؛ ليستأنف الأهل والأصدقاء استعادة حضوره البهي، وتعامله المثالي، وحرصه على الإحسان، وبذل المعروف، فكان يزرع الخير كلما سنحت الفرصة، ولذا غاب ولم تغب مكارمه. ولد السالم في مدينة الخبر في المنطقة الشرقية عام 1985، وعُرِف بعشقه للساحرة المستديرة منذ طفولته المبكرة؛ وعلى رغم اعتراض بعض أفراد أسرته على التحاقه بإحدى الأكاديميات الرياضية، نظراً إلى تطلعهم لإتمام دراسته للطب؛ إلا أنه بدعم والديه انصرف كلياً لمعشوقته، وآثر كرة القدم على الطب، الذي كان حلماً مشتركاً بينه وبين أسرته. لعب لعدد من الأندية الرياضية، منها الاتفاق والقادسية والشباب والهلال، وكان من المميزين والمتعاونين وأصحاب الخلق الرفيع، وهذا ما عرف به بين أصدقائه، فالكل ممن عاش معه وعايشه يستذكر دماثة الخلق والاحترام والتعاون مع الأصدقاء والزملاء. تعرض السالم لألم أثناء مرانه مع نادي الجبيل، آخر الأندية التي لعب بقميصها، وتم نقله للمستشفى، وبقي فيه لوقت قصير، لتوافيه المنيّة الأحد 12 فبراير 2023. وألقى خبر رحيل اللاعب يوسف السالم بظلال قاتمة على الوسطين الرياضي والاجتماعي. رحل السالم عن عمر يناهز 37 عاماً، وبدأ مسيرته الكروية في الفئات السنية لنادي القادسية، قبل أن ينتقل إلى الفريق الأول بداية من عام 2004.
