للنفع حقيقته المتقررة، والمتمثلة فيما يُتوصَّلُ به إلى خيرٍ يتعلق بالمعاد أو بالمعاش، والنفع المتعلق بالمعاش منه ما يُتوصَّلُ به إلى مآربَ ماديّةٍ قد يتضرر الإنسان بعدم وصولها إليه، ومنه ما يُوصِلُ إلى مآربَ معنويةٍ، لا ضرر في تخلُّفها، لكنها تنفع (...)
من أسباب تضاعف مقدار العمل التي من تجاهلها أساء التقدير، أن يكون محل قدوة، فعلى الإنسان إذا أراد أن يشرع في عملٍ من شأنه أن يُقتدى به فيه أن ينظر: هل هو حسنٌ يصير به قدوةً صالحةً، أو سيءٌ يفتح به على الناس بابَ فتنةٍ وشرٍّ وشقاقٍ وبدعةٍ؟..
من أهم (...)
من الخسارة العظيمة أن يتخلى المسلم عن المعاني التي استلهمها من هذا الشهر، وينساها بمجرد إكماله، والمتخلي عن معاني الصيام وما تربَّى عليه أثناء الشهر لم يزد على أن خرج من واحة الأمان والطمأنينة مستثقلاً البقاء فيها..
ها نحن نكمل العدة بتوفيقٍ وفضلٍ (...)
إن خدمة بلادنا للحرمين منحة منحنا الله تعالى إياها، ففي ذلك إنعام منه على جميع المسلمين؛ لأنه جعل أمر مناسكهم إلى من يقوم بذلك أحسن قيام، وألسنة الغالبية العظمى من المسلمين منطلقة بالاعتراف بذلك، وشكر المملكة على ما تبذله من الجهود الفريدة في هذا (...)
من لطف الله تعالى بعباده أن شرع لهم الجماعة، وربط مصالحهم الدينية والدنيوية بها، والتيسير الحاصل بذلك راجع إلى مصلحة العباد، وإلا فقدرة الله تعالى تسع أن يخاطب كلَّ واحد منهم بأوامرَ ونواهٍ تختصُّ به..
جاءت الشريعة السمحة بوسائل كثيرة لترسيخِ (...)
للإحسان والإساءة ميزانُ عدلٍ يحكم بينهما، وهو بالغ الدقة والوسَطِية، فلا إفراط فيه ولا تفريط، وذلك أن الشرعَ قد أقرَّ العفوَ عن الأخطاء الجانبية الصغيرة، وذوَبانَها بالمواظبة على الأعمال الصالحة، وباجتناب الجرائم الكبيرة الدالة على قلة (...)
الانقياد لله تعالى بالإخلاصِ هو روح العملِ الصالحِ، وتتجلَّى فيه العبوديةُ التي هي أسمى ما يمكن أن يتصفَ به العبد، وهذا الانقياد مُتَجسِّدٌ في إقبالِ المسلم على وظائفِ شهر رمضانَ، وانتهازِ فرصته للجِدِّ فيما يُرضِي ربَّه..
الله تعالى أحكم وأعلم (...)
الاهتداء إلى وجه المصلحة في كثيرٍ من الأمور لا يخلو من دقةٍ وغموضٍ؛ ولهذا استوجب أن يُعتمد فيه على ذي قوةٍ وخبرةٍ فيه، ولا يكفي ذلك بل يحتاج إلى أن يكون مؤتمناً في الإرشاد إلى الأصلح..
من لطف الله تعالى بعباده أن نَصَبَ لهم أدلةً وبيناتٍ على كل ما (...)
تبرير الخطأ شرعنةٌ له، ووقوفٌ بجانب المخطئ على حساب الصواب، ومحاولةٌ لقلب الحقائق، ومساسٌ بالثوابت والقيم المنظمةِ لحياة الناس، الضامنةِ لتعايش المجتمع، ومن يُضحِّي بها لدعم المخطئ لو أدركَ سوءَ أثرِ صنيعه لكفَّ عن ذلك..
أمدَّ الله تعالى الناس (...)
لا يخفى أن الإنسان يَحسُنُ منه التيسير على الآخرين، ويُستقبحُ أن يعسِّر عليهم، لكن قد يخفى على كثيرين أن لنفسه أيضاً الحقَّ في التيسير، وعدم التعسير عليها، وأنه ينبغي له أن يُفكِّرَ فيما يأتي وما يذر بمعيارٍ يضمن له عدم التعسير على نفسه..
لهذه الملة (...)
لا ينبغي أن يغلب على الإعلامي الرياضي ولا غيره الميول لدرجةٍ تُؤثرُ في رسالته الهادفة، وإذا افترضنا أن عاطفته غلبته في موقفٍ معينٍ، فليس مجبراً على أن يتكلم في الوقت نفسه؛ لأن المطلوب من ظهوره أن يعرض على الآخرين علمه، وتجربته، واستنتاجه، وقراءته (...)
الخطأ الذي يقع فيه كثيرٌ من الناس يَكمُنُ في أن يتخيَّلَ لنفسه مثل حقِّ الأسرة، وشؤون العمل في تواصله مع الآخرين، وفي هذا إحراجٌ وتعنّتٌ في التعامل، وقد يصل الحال ببعض الناس إلى أن يُكرِّرَ على صاحبه الاتصال..
من الواضح تفاوت حظوظ الناس في العلاقات (...)
المجادلة يجب أن تُقدَّر بقدرها، فيُمارَسُ منها ما اقتضته المصلحة كمّاً وكيفاً، ولا يُفتحُ بابها على مصراعيه؛ لتدوم بلا نتيجةٍ، ومِنْ ضَبْطِها من ناحية الكمية: إنهاؤها والانسحابُ منها بمجرد أن يظهر للإنسان أنها تحولت إلى كونها مِراءً وعناداً..
مع (...)
الشرع الحنيف قد تضمن تشريع الآداب اللازمةِ لكون المجالس على أحسن ما يُرام، ولا فرق في ذلك بين المظاهر التنظيميةِ الحِسِّيَّة كفسحِ المكانِ لمن دخل، وعدم الجلوس بين اثنين إلا بإذنهما، وبين تَقْنينِ المضمون وتهذيبه من شوائب الظلم والتعدي..
مما يرفع (...)
من فقه النعمة اعتراف القلب بها، وتعلق الذهن باستحضار كونها نعمة، ونعمة الإسلام أولى النعم المستحقة لهذا الاعتراف، فعلى المسلم أن يصطحب أن ما هُدِيَ إليه من التزام الأوامر والنواهي الشرعية ليس مجرد تكليف كُلِّف به، بل هو نعمةٌ عظيمةٌ، ومنحةٌ (...)
قد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن الكتابة على القبر في حديث أخرجه الترمذي وقال عنه: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، ومعلومٌ أن هذا النهي ليس تعبدياً محضاً، بل هو معقول المعنى واردٌ لحكمةٍ مقصودةٍ من تشريعه، وهذه الحكمة تدور حول دفع المفاسد (...)
بشكلٍ لا اشتراك في مدلوله، وأهمية التنظيم تستند إلى كونه المكمل للضروريات الخمس، فما كان لدولةٍ أن تتحمل مسؤولية تلك الضروريات على الكمال إلا إذا وفرت قاعدة بياناتٍ تُوصلُ إلى كل ما يُحتاجُ إلى تعيينه، وفي مقدمة ذلك الأشخاص، وهذا في الأحياء (...)
قد يكون الشيء مصلحة في وقت ولا يكون كذلك في وقت آخر، ويصلح مع شخصٍ ما لا يصلح مع غيره، وتتنوع مصالح الشخص نفسه بحسب أحواله وأزمانه وأماكنه، فيلزمه أن يراعي ذلك ولا يستصحب إجراءً جرَّبَهُ لحالةٍ في حالةٍ لا يُلائمها..
للإنسان دارُ عملٍ وفيها له معاشٌ (...)
من أهم مظاهر مراعاة القيم المعنوية تقدير الإنسان لنفسه التي بين جنبيه، ومعرفته لما لها من القيمة، فيرفعها عن كل حضيضٍ ولا يُلقي بها إلى التهلكة، ويكون ذلك بتطويعها لامتثال أوامر خالقها واجتناب نواهيه..
يُدركُ الناس قيم الأشياء الحسية المادية، (...)
لم يزل من الناس من يُبتلى بقصور النظر، فلا يضع استتباب النظام وسيادته في الرتبة الرفيعة اللائقة بهما، ويُقايضُ بهما ما بدا له من المآرب الضيقة، وقد جرت العادة بافتضاح من ينتهج هذا المنهج، وظهور غلط توجهه، وإذا أراد الله بقومٍ الخيرَ بصَّرهم عُوارَ (...)
التحريض من أخطر أنواع الخطاب غير الواعي، وقلما يخلو منه كلام من يتكلم بلا علمٍ ولا بصيرةٍ، والتحريض أنواع، فمنه تحريض الناس على أوطانهم وولاة أمورهم، وتحريضهم على تقاليدهم وأعرافهم وقيمهم، وتحريض الزوجات على أزواجهن..
الناس متفاوتون في مستويات (...)
بعد كل إهمالٍ لطلب الحقيقة حسرةٌ وندامةٌ وتبعةٌ بقدر أهمية تلك الحقيقة، وعاجلاً أم آجلاً سيواجه المهمل تلك التبعة، وأدناها فواتُ غرضٍ دنيويٍّ عاديٍّ لم يتحرَّ الحقيقة في سبيل تحصيله، وتتصاعد في تفاوتها..
لا بد للإنسان في تسيير مصالحه في دينه ودنياه (...)
من أسمج أنواع التنكُّرِ ما مسَّ الحقَّ العامَّ، وتجسَّدَ في غمطِ وجحودِ أفضالِ الوطن وقيادته؛ ولا يُستغربُ أن يكون التنكُّر للوطن على هذا المستوى من القبح؛ لأن المُقدِمَ عليه قد أظهر بفعلته تلك أن أنواع الإحسان التي يُمكنُ للإنسان أن يُسديها إلى (...)
أسوأ أنواع التجنِّي ما تعلق بالجناية على الحقوق العامة؛ لأنه عبارةٌ عن إلحاق الضرر بالمجتمع فرداً فرداً، والجناية على الحق العام يكون بتصرفٍ جزئي محسوسٍ كبعض الجرائم على المرافق العامة، ويكون بالقول والفكر الضار، وهذا أخطر أنواع الإضرار..
لكل فردٍ (...)
من إيجابيات إصلاح الفرد لنفسه أنه يُغري غيره بالاقتداء به، والكشف عن المسالك الصحيحة التي سلكها إلى إنجازه، وفي هذا إشاعةٌ للفضائل، وتنبيه الغافلين عن أسباب الفضل..
يتصور بعض الناس أنه مُعفى من الإسهام في الإنجازات البشرية والمجتمعية كافة، وأن (...)