الرياض - السعودية كنت في مقابلة على قناة "الميادين"، وكانت المذيعة تحاول تسييس المواضيع الاقتصادية عبر نظرية المؤامرة، ومن ضمن النظريات كانت العداء السعودي الروسي، وهذا غير صحيح، حيث قلت في البرنامج -ومازلت أقول- بأن روسيا ليست عدواً للمملكة؛ ولكن المصادفات التاريخية في الماضي كانت تضع كل دولة في الفريق المضاد لاختلاف المصالح وليس لوجود عداوة، وروسيا يتبادر إلى ذهن كل من يفكر باقتصادها اعتمادها على المواد الخام والصناعات الثقيلة. لاشك بأن الاقتصاد الروسي يعتمد بنسبة كبيرة على المواد الخام، وبلغ الدخل الحكومي 40% في عام 2013 من المواد الخام، وهذه نسبة عالية لبلد عظيم مثل روسيا، برغم تعدد مواردها بتاريخ عظيم ومناطق تاريخية سياحية متنوعة ووفرة في المواد الخام وامتلاكها لترسانة صناعية ونووية ثقيلة هي أساس اقتصادها الذي لم يتنوع بسبب أنها لم تخلق عبر السنوات قيادات إدارية متمرسة تستطيع خلق التحول الاقتصادي بسبب الفترة الشيوعية ونموذجها الاقتصادي المختلف الذي لم يخلق أجيالاً تستطيع أن تستوعب مفهوم السوق الحرة. من جهة أخرى الرهان على شراكات أجنبية مصحوبة بخبرة أعمق يشوبه الحذر بعد تجربة انفتاح اقتصادي استغلها اليهود لشراء أعظم الأصول الروسية بأبخس الأسعار مثل شركة النفط والتي تعد أعظم مبادرات بوتن الوطنية إعادة تأمينها، ودفع ثمن ذلك سمعته التي دائماً لا يكل الغرب عن تشويهها، لكن من جهة أخرى القيادات الإدارية الاقتصادية الروسية لا تساعده على تحقيق نمو اقتصادي. المملكة وروسيا يجمعهما التشابه في عدة نقاط أهمها: محاولة التحرر من الاعتماد على المواد الخام، والدولتان محاطتان بقلاقل وتبحثان عن السلام والأمن، ومكافحة الإرهاب، وتوطين التقنية والمعرفة.. هذه أهم أوجه التشابه بيننا والتحديات الراهنة التي ينبغي النظر لها، صحيح روسيا ليست شريكاً تجارياً أو حليفاً؛ لكنها ليست عدواً بل صديق شديد الشبه..