150 مليوناً تم اختلاسها من في تعليم الرياض ولم تكتشف إلا عن طريق موظف تم اقصاؤه، وآخرون في تعليم حائل أدينوا بتهم اختلاس أخرى وكانت الأرقام بالملايين أيضا. يبدو أن لصوصنا يسيرون على مبدأ: (إن سرقت اسرق جمل).. هذه القضية وغيرها في التعليم أثارت (فجيعة الرأي العام) ليس لضخامة الأموال المسلوبة وليس لأنها تمس قطاع التعليم بل لأنها صعدت عبر وسائل الإعلام وأصبحت قضية رأي عام، فالناس لم يعتادوا على هذا النوع من كشف الحقائق، وكانوا قد يئسوا من إمكانية التشهير بقضايا الفساد ولو تلميحا. فلو طرحنا هنا سؤالا (هل نحن بيئة خصبة للفساد)؟ حتما ستكون اجابة الكثيرين منا (بنعم) بل ومترافقة مع ضرب الأمثلة وتشخيص بعض مداخل الفساد ومخارجه ، والتي تكون في معظمها مرتبطة بأسباب فساد الذمم وضعف الرقابة، ونستشهد دائما بالمثل الذي يقول (المال السائب يعلم هذه القضية وغيرها في التعليم أثارت (فجيعة الرأي العام) ليس لضخامة الأموال المسلوبة وليس لأنها تمس قطاع التعليم بل لأنها صعدت عبر وسائل الإعلام وأصبحت قضية رأي عام، فالناس لم يعتادوا على هذا النوع من كشف الحقائق، وكانوا قد يئسوا من إمكانية التشهير بقضايا الفساد ولو تلميحا. السرقة). ورغم اتفاقي على أن ما سبق بالفعل يمثل جزءا من دوافع الفساد إلا أني لا أرى أحدا يذكر الحقيقة المرة التي تخص دورنا نحن المتفرجين على الفساد، فالمسؤولون لم يتجرأوا على المال العام إلا أمام أفواه مغلقة، لا تجيد الثرثرة إلا في المجالس وبالهمس، ورغم أن هيئة مكافحة الفساد وغيرها من الجهات المختصة تؤكد السرية وتقدم الضمانات للمبلغين والمتواصلين معها في هكذا قضايا إلا أن هناك نظرية (معششة) في أدمغة كثير من المواطنين والموظفين مفادها: أن المسؤول دائما وأبدا فوق طائلة القانون وأن الشكوى لا فائدة منها، ولكي تحافظ على مصدر رزقك يجب أن تطبق فمك، وهي نظرية مركبة من مفاهيم تتعلق بتقديس المسؤول على المطلق ومشوبة بجبن فظيع في كثير من المواضع وأبسط الأمور، فلربما يحتاج البعض ليتشجع للإدلاء بشهادته أو بلاغه في قضية فساد أن تأتيه الجهات المختصة وتقدم له المواثيق والعهود وتحلف له بسرية ما سيدلي به.. وكأن تداول الأدلة والوثائق المرتبطة بأي قضية فساد لم يصبح سهلاً جداً مع شبكات التواصل الاجتماعي. أرجوكم بدلا من الصراخ الذي لا فائدة منه على كل صغيرة وكبيرة تخص قضايا المرأة والكاشيرات وغيرها، لنخلق ويكليكس جديدا لفضح الفساد. تويتر taaroofaah@