هناك مبدأ يقول: لكل قاعدة شواذ, وهذا الشذوذ ليس بالضرورة أن يكون في (مربع السوء) كما هو مرتبط دائماً في أذهان البعض. وفي واقعنا المتغير سريعاً وباستمرار أصبحت مواضع الشذوذ عن القواعد كثيرة بل إن ما نراه قاعدة وأصلاً لم يعد كذلك وأصبح الأمر أكثر تعقيداً عندما زادت نسبية النظر للأمور بين الناس فما تراه أنت مختلفاً أو شاذاً عن القاعدة قد يراه غيرك بالعكس تماماً. المهم هنا هو السؤال التالي: هل الأفراد المتفائلون في عالم اليوم وتحديداً في بعض المجتمعات المحاطة بالقيود هم الشذوذ أم القاعدة؟؟ فإذا افترضنا أن هنالك علاقة تبادل بين الفرد وواقعه الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيش فيه، هل سيكون المواطن بشكل عام – ولا أخص هنا شريحة معينة- فردًا متفاءلاً ويتمتع بدرجة مقبولة من الصحة النفسية؟ عندما أتابع الأخبار في العالم العربي، والأخبار المحلية في الصحف، ومقالات الكتاب، وأخبار المشاريع وواقعها، أقرأ واقعاً ينذر بمستقبل أسوأ وهذا أمر يبعث على التشاؤم.. أسمع تذمراً في أكثر الدوائر الاجتماعية القريبة مني كدائرة الصديقات وزملاء العمل وصولاً إلى دائرة الأقارب. أسمع تذمراً من رتابة الواقع وتحوله للأسوأ عند التغيير، وتعدد المسؤوليات وغيرها.. وفي المقابل عهدت أشخاصاً في الدوائر السابقة يتمتعون بالرضا والسعادة والتفاؤل لكنهم قلة، وفي هذا العالم لم أعد أميّز من هم القاعدة ومن هم الشواذ !! هل المتفائلون هم يمثلون القاعدة والمتشائمون أو الحزينون هم الشواذ؟ أم العكس ؟ بعض الاحصائيات تذكر بأن الشعب السعودي يمثل الشعوب الأكثر سعادة بين العرب مع دول مثل الإمارات وقطر والكويت.. فهل فعلاً الفرد السعودي سعيد ومتفائل؟ سؤال يحتاج لبحث ودراسة. لا نريد أن يفتي لنا أحد وفقاً لمنظوره الخاص ويعممه على البقية، نحتاج أرقاماً تتحدث وتفسر. فإذا أظهرت النتائج أن الفرد السعودي غير سعيد وغير متفائل فهذا يعطي مؤشراً لواقع الأجيال القادمة التي ستتربى تحت هذه السيكولوجية الحزينة والمتشائمة، وإذا أظهرت النتائج العكس فنستطيع أن نهنئ الشعب السعودي بعدها بهذه النتيجة فهو المتفائل والسعيد. تويتر @taaroofaah