يجتمع وزراء خارجية مجموعة الثماني اليوم في باريس للسعي إلى تقريب مواقفهم بشأن ليبيا وخصوصا بصدد إقامة منطقة حظر جوي تطالب بها الجامعة العربية في مواجهة الهجوم المضاد لقوات القذافي . فبعد اجتماعات عدة بين الغربيين في إطار الاتحاد الأوروبي و الحلف الأطلسي لم تفض إلى موقف حاسم في هذا الشأن، الليبيون يتظاهرون ضد القذافي في بنغازي- رويترز ستجري وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينون ونظراؤها الأوروبيون مشاورات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي ما زال موقف بلاده غامضا أيضا بهذا الخصوص. وباستثناء الصين ستكون الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ممثلة في باريس، إضافة إلى إيطاليا التي تعتبر لاعبا أساسيا في الأزمة، وكذلك ألمانيا وكندا واليابان. وحتى الآن يتردد الأوروبيون المنقسمون فيما بينهم في اتخاذ مثل هذا الإجراء، حتى و إن أكدوا إمكانية استخدام "كافة الخيارات" ضد معمر القذافي الذي لا يعطي آذانا صاغية للدعوات الموجهة إليه لوقف القمع والتنحي عن السلطة . و لم ترد أي إشارة إلى منطقة حظر جوي في البيان الختامي الصادر عن القمة الأوروبية الجمعة في بروكسل خلافا لرغبة باريس و لندن اللتين تحدثتا عن فكرة توجيه ضربات "محددة الأهداف" في حال قيام النظام الليبي بقصف شعبه أو استخدام أسلحة كيميائية . لكن عددا من شركائهما و على رأسهم ألمانيا عبروا عن تحفظات واضحة خشية التورط في دوامة التدخل العسكري . و يتوقع أن تكون ليبيا الموضوع الرئيسي في هذا الاجتماع الوزاري الذي سيحضر للقمة السنوية لرؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني في دوفيل (غرب فرنسا) في مايو المقبل . ويشمل جدول الأعمال بحسب مصادر دبلوماسية، الزلزال المدمر في اليابان وامكانة إفريقيا في الحوكمة العالمية إضافة إلى الملفات الإقليمية الساخنة مثل الصومال وساحل العاج والسودان أو تعثر المفاوضات في الشرق الأوسط . و ستبدأ مجموعة الثماني مساء اليوم بلقاء للوزراء في قصر الإليزيه مع الرئيس نيكولا ساركوزي يتبعه عشاء عمل يقيمه على شرفهم وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه.