جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    1.6 ألف ترخيص ترفيهي بالربع الأول    الطاقة النظيفة مجال جديد للتعاون مع أمريكا    السعودية والأمريكية    «الأقنعة السوداء»    العيسى والحسني يحتفلان بزواج أدهم    احذر أن ينكسر قلبك    5 مخاطر صحية لمكملات البروتين    تقنية تخترق أفكار الناس وتكشفها بدقة عالية !    إلتقاء سفيرة خادم الحرمين الشريفين بطلبة المنتخب السعودي في آيسف.    فتياتنا من ذهب    حلول سعودية في قمة التحديات    تضخم البروستات.. من أهم أسباب كثرة التبول    بريد القراء    الرائد يتغلب على الوحدة في الوقت القاتل ويبتعد عن شبح الهبوط    ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    الاستشارة النفسية عن بعد لا تناسب جميع الحالات    ولي العهد يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة وملك الأردن والرئيس السوري    هتان السيف.. تكتب التاريخ في الفنون القتالية    مستقبل الحقبة الخضراء    الإطاحة بوافد مصري بتأشيرة زيارة لترويجه حملة حج وهمية وادعاء توفير سكن    مدير عام مكتب سمو أمير منطقة عسير ينال الدكتوراة    رئيس موريتانيا يزور المسجد النبوي    الدراسة في زمن الحرب    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    التعليم في المملكة.. اختصار الزمن    صالح بن غصون.. العِلم والتواضع        76 مليون نازح في نهاية 2023    فصّل ملابسك وأنت في بيتك    WhatsApp يحصل على مظهر مشرق    حراك شامل    فوائد صحية للفلفل الأسود    ايش هذه «اللكاعه» ؟!    خطر الوجود الغربي    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    كلنا مستهدفون    أثقل الناس    تحولات التعليم.. ما الذي يتطلب الأمر فعله ؟    لماذا يجب تجريم خطاب كراهية النساء ؟    الاتحاد يتعثر من جديد بتعادل أمام الخليج    المسابقات تعدل توقيت انطلاق عدد من مباريات دوري روشن    بتوجيه ولي العهد.. مراعاة أوقات الصلوات في جدولة المباريات    البنيان يشارك طلاب ثانوية الفيصل يومًا دراسيًا    أمير القصيم يرفع «عقاله» للخريجين ويسلم «بشت» التخرج لذوي طالب متوفى    النفط يرتفع والذهب يلمع    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    بمشاركة السعودية.. «الحياد الصفري للمنتجين»: ملتزمون بالتحول العادل في الطاقة    أمطار على أجزاء من 6 مناطق    صفُّ الواهمين    أمير تبوك يطلع على نسب إنجاز مبنى مجلس المنطقة    سقيا الحاج    السفير الإيراني يزور «الرياض»    أمين العسيري يحتفل بزفاف نجله عبد المجيد    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    رحالة فرنسي يقطع ثمانية آلاف كلم مشياً على الأقدام لأداء مناسك الحج    رعاية ضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء في ندوة اليوم: التحول إلى الاتحاد الخليجي يضمن استقرار الدول سياسياً واقتصادياً وعسكرياً
أكدوا إسهام الضربات الجوية في إفشال المخططات الإستراتيجية للميليشيات الحوثية
نشر في اليوم يوم 03 - 04 - 2015

أكد خبراء عسكريون وسياسيون واقتصاديون، ضرورة تحول دول مجلس التعاون الخليجي الى الاتحاد الخليجي وذلك بعد انتهاء تحقيق الاهداف الاستراتيجية لعاصفة الحزم لما لقرار الاتحاد من انعكاسات عسكرية سياسية اقتصادية على الدول حال اقرارها من قادة دول المجلس مما سيساهم بدوره في حماية الدول من أي مخاطر تتعرض لها ويحفظ سيادة ونظام كل دولة خليجية كونه عنصراً مهماً لاستقرار دول المنطقة.
خبرات ميدانية
اوضح الخبراء خلال حديثهم ل «اليوم» على هامش ندوة في مكتب جدة متخصصة عن انعكاسات عاصفة الحزم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، ان الجيش السعودي ارتفعت اعداده بنسبة 120 % مقارنة باعداده اثناء تحريره دولة الكويت عام 1990 وان القوات السعودية المرابطة على الحد الجنوبي لديها من الخبرات الميدانية التقنية والبشرية والالية المتقدمة عن جيوش الدول العظمى كون عملياته العسكرية منذ تنفيذها حتى الان نفذت وفق خطط مدروسة مستهدفة على العناصر الحوثية.
ضربات جوية
وشدد الخبراء على ان ضربات القوات الجوية في التحالف اسهمت في فشل العديد من المخططات الاستراتيجية التي كانت تخطط لها المليشيات الحوثية اهمها دعمها بالأسلحة الثقيلة من دول اقليمية اضافة الى توقف عمليات المتاجرة بالبشر وبيع الاعضاء بعد خطف اليمنيين المخالفين للتعليمات الصادرة من المليشيات في جريمة صريحة تخالف قوانين حقوق الانسان الدولية المعمول بها في الدول.
نتيجة طبيعية
في البداية تحدث الخبير العسكري اللواء الدكتور علي التواتي ان عاصفة الحزم ليست وليدة اليوم أو الأمس و إنما هي نتيجة طبيعية لكل الأحداث التي حدثت في المنطقة واليمن ومع بداية الربيع العربي تفتتت سوريا وازدادت العراق سوءا وتفجرت الأوضاع في اليمن وقامت ثورة شعبية اجبرت علي عبدالله صالح على ترك الحكم وأعطي حصانة كنوع من الإكرام له بالبقاء في بلده و أن لا يجرد من أي امتيازاته ولكن يساهم في نجاح انتقال السلطة والوصول باليمن إلى وضع جديد ومستقر، وتقدمت الاوضاع بشكل سلس حتى اقتراب الحوار الوطني من نهايته والاتفاق على ستة الأقاليم «اثنين في المنطقة الجنوبية وأربعة في الشمالية» بحيث تكون اليمن دولة ليست شديدة المركزية وتتشارك بالثروات ولكن في حدود معينة لا تغلب فيها فئة على فئة أخرى بالتحديد لا يغلب سكان إقليم «أزال» الممتد من صعدة إلى صنعاء إلى ذمار وعمران وهو إقليم تتركز فيه الجماعة اليزيدية وهم من حكم اليمن لسنوات طويلة أما المليشيات الحوثية فهي بدأت تتفاعل في اليمن مع قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وبعد انعقاد الحوار الوطني واتفاقه على الأقاليم تم تسليم المسودة لسكرتير عبد ربه منصور هادي الرئيس الانتقالي لكي يعرضها على مجلس النواب ويتم التصويت عليها، ظهر شخص يدعى جمال بن عمر وعقد اتفاقية أخرى غير المبادرة الخليجية وعلي عبدالله صالح رفض التقسيم إلى أقاليم وأمر قواته ان تفسح المجال للحوثي حتى تم اسقاط صنعاء واستمر تمددهم وبدأ توقيع اتفاقيات مع إيران وبدأنا نسمع عن 14 رحلة واتفاقيات دفاع مشترك وعروض عسكرية على الحدود السعودية والتفكير بنظام مرور جديد عبر باب المندب.
باب المندب
وتابع الدكتور التواتي، ان التفكير من قبل المليشيات الحوثية بفكر علي عبدالله صالح بغلق باب المندب لكي يكون اكبر عائق لدول المنطقة، فعند إغلاق باب المندب لا تستطيع السودان تصدير نفط ولا السعودية، وإيران تحتل مضيق هرمز ولا نستطيع التصدير لمنطقة الشرق الأوسط، وكذلك الغاز القطري لا يصل قناة السويس لإمداد أوروبا بالغاز ومصر سوف تخسر مرور أربعة ملايين برميل في اليوم من قناة السويس، وخط أنابيب سويس المتوسط وهذه خسائر مادية فقط، وقد ساهمت عاصفة الحزم وقواتها الجوية في قطع السبل على هذه الافكار والمخططات الفاشلة.
وبين الدكتور التواتي ان عاصفة الحزم هي إجراء دفاعي كان على المملكة القيام به تلبية لنداء الاستغاثة من الشرعية اليمنية سواء وجدت دعما دوليا أو لم تجد، وهذا ما أثبته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حين حضر قمة شرم الشيخ بعد تجهيز قواته البرية والجوية والبحرية ومشاركته مع دول الخليج في القتال باليمن، وقال لهم: لدينا القوة المشتركة جاهزة وأريد مصادقتكم عليها إن صدقتم عليها أهلا وسهلا وإذا لا، فهي تعامل الان، والتحالف العربي الإسلامي هو من سيعيد استقرار اليمن وشرعيتها.
وقت مناسب
من جانب اخر اوضح السيد احمد عبده وزير مفوض في الجمهورية اليمنية والمبعوث اليمني الدائم للامم المتحدة سابقاً ان عملية عاصفة الحزم جاءت في وقت مناسب، فالحال باليمن زاد سوءا واضطهد الناس هناك وظل علي عبدالله صالح يستغل الشعب اليمني ويضطهده سنوات وكان يزوِّر حقيقة المليشيات الحوثية امام الدول الخليجية من اجل كسب المال وتكمن أهمية القضية في محاولة إيران خنق المنطقة من كل جهة من خلال الاستيلاء على غرب أفغانستان كونها منطقة نفطية وعلى العراق و سوريا ولبنان ووصلت تحركاتهم إلى الأردن وأيضا اليمن وذلك لتطويق المنطقة وبناء إمبراطوريتهم، وكان العرب يحاولون ردعهم بدون استخدام الأسلحة وذلك ليس من ضعف وإنما حلم وحكمة وبعد نظر، وقد استغلت إيران الوضع وعملت على تخزين الأسلحة ودربت جيوشها في اليمن وعمدت على شراء ذمم الجيش اليمني بالأموال التي تسرقها من العراق حيث ان إيران كانت تريد أن تجعل من اليمن بعد سقوطها معقلا للجماعات الإرهابية التي اخترعتها سواء أنصار الدين أو الحوثيون لتصدرهم للخليج وعمان كانت ستتضرر من تلك المعاقل كثيرا.
ضغط دولي
وشدد السيد عبده على انه يجب النظر إلى ابعد الأمور وماذا يريد العدو منا.. فصنع جماعات إرهابية من اجل إثارة الأمة وإشغال الجيوش، فهم دمروا الجيش العراقي والسوري ودمروا أسلحة القذافي وهم يريدون التخلص من الأسلحة المخزنة واستنزاف قوة الجيوش لضمان سلامة إسرائيل. الجميع يعرف قصة إسرائيل وضغطها الدولي لمنع توجيه الطائرات في تبوك عليها. والحرب التي تعيشها البلد ليست بجديدة هي منذ القدم تخطط لها الأجهزة الغربية وشركات الأسلحة في اليمن تمول إيرانيين يحملون جنسيات أجنبية يعملون كجماعات ضغط وجماعة الشاه.
تحسين العلاقات
وأكد السيد عبده انه يجب ايضاً الضغط على إيران وتحسين العلاقات في آسيا الوسطى وإرسال السفراء اليها ودعم الأقليات البلوشية وغيرها، فقوة إيران تكمن في العمل على تفريق العرب وعدم معرفتهم بالدول المجاورة، ولابد من تحجيم إيران بمعرفة نقاط قوتها وضعفها ولابد من مراكز دراسات لكي نعرف الجانب الإيراني ومحاربة إيران بنفس طريقتها ولكن بما يتفق مع أخلاقيات شريعتنا.
مصالح مشتركة
من جانبه اوضح اللواء العسكري عبدالله جداوي ان العالم اجمع يعلم أن المملكة لم تكن في يوم دولة معتدية على دولة أخرى ولكن هي دولة تحب الخير للجميع ولها مصالح مشتركة ومتبادلة مع دول أخرى في إطار يحفظ استقرار المملكة وسيادتها ومكوناتها وفيما يتعلق بتدخل عاصفة الحزم لم يكن استعراض قوة كما تشيعه بعض وسائل الإعلام المعارضة وإنما هو حين رأت المملكة أنها تواجه الخطر من أكثر من اتجاه بادرت تدافع عن حدودها وكيانها فالمملكة دولة قوية على كافة الأصعدة وهي الدولة الوحيدة ضمن دول العشرين وهذا ما يعني قوتها الاقتصادية تجد نفسها محاصرة من قبل شراذم في الشرق والغرب إذا لن يكون للسكوت جدوى ولابد من المبادرة، وسكوت المملكة في السابق لم يكن ضعفا أو خوفا وإنما كان لدراسة الأوضاع وسير الأحداث وتقديرها وعندما وجدت المملكة أن التدخل أصبح حلا لابد منه لاثبات قدرة المملكة على الدفاع عن أراضيها وتغيير صورة العالم العربي كله امام العالم اجمع باتحاد كلمة العرب في عاصفة الحزم مما ارضخ دولا عالمية لواقع العاصفة واضطرارها لدعمها. والمملكة بلد إذا تحدث لفت أنظار العالم كله لها ونرى حاليا الدعم العربي والإسلامي للمملكة ومحاربتها لكل محاولة قد تمس ارض الحرمين الشريفين.
تحرك دقيق
من جهته اوضح الخبير الاقتصادي غسان بادكوك ان قرار عاصفة الحزم هو أهم القرارات السعودية التي اتخذت في العقود القليلة الماضية على أصعدة عدة سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية، والمهم في العملية العسكرية أن تتحقق جميع الأهداف المرجوة منها وبالنظر للعملية يمكن استخلاص مجموعة من المؤشرات أبرزها الثقل السياسي للمملكة وذلك ظهر من خلال حصولها على دعم عربي وإسلامي عالمي خلال فترة قصيرة، وكان تحرك العملية في توقيت دقيق ومهم جدا وهو قبل سقوط عدن العاصمة الثانية ولو سقطت في يد الحوثيين وجماعات صالح لكانت عودة الشرعية أمرا صعبا ومعقدا أكثر.
تعزيز الأمن
وتطرق بادكوك إلى ان البعد الاقتصادي لعملية عاصفة الحزم، الجميع يعلم أن أسعار النفط بدأت بالتراجع منذ منتصف العام الماضي 2014 و انخفض 50 % عن أسعاره في الفترة السابقة وهذا يؤثر على الموارد المالية على الدول المصدرة للنفط ومن ضمنها المملكة وبالرغم من ذلك قادت المملكة عاصفة الحزم وتحملت ما يترتب عليها من تكاليف مالية ربما تكون مرتفعة ولكن القيادة السعودية ترى انه مهما بلغت تكاليف القيام بعملية عسكرية تستهدف تعزيز امن البلد وإعادة الشرعية لليمن فإنها تظل اقل بكثير من أي مبلغ ننفقه من اجل تمويل هذه العمليات إلى أن تحقق أهدافها. والعملية علامة بارزة في عهد الملك سلمان وتعكس نهجا جديدا وهو نهج الحزم الذي لم يتجل في قرار المشاركة أو بدء العمليات العسكرية، بل أيضا سبقه جملة من القرارات بدأت بعد ساعات من تولي الملك سلمان الحكم، كان أولها ترتيب بيت الحكم وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة والقرارات السياسية ومنها التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من وزيرة الخارجية السويدية واضطرار الحكومة السويدية إلى تقديم اعتذار رسمي للحكومة السعودية، أيضا قيام صاحب السمو الأمير سعود الفيصل بالتصدي للمغالطات التي وردت في كلمة الرئيس الروسي بوتن خلال مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ الأخير.
نقطة مهمة
من جهته اوضح الخبير الاقتصادي واستاذ الاقتصاد في جامعة المؤسس الدكتور حبيب تركستاني انه لابد لنا من استحضار نقطة مهمة وهي أن المملكة دولة مستهدفة من كثير من الدول التي لا تريد تقدما ولا استقرارا للمملكة. وسياسة المملكة القوية والرصينة هي التي تستطيع في النهاية تشخيص الموقف واتخاذ القرار المناسب له الذي تستطيع به أن تعيد الأمور إلى نصابها، وانعكاس ذلك في التجربة الأخيرة للمملكة وفيما يتعلق بالاقتصاد فلابد أن ننوه إلى أن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، لا يمكن للاقتصاد أن يسير دون أن يكون هناك استقرار ولا يمكن لسياسة دولة أن تؤثر إلا أن يكون لديها قوة اقتصادية، ولذلك نرى تصارع الدول فيما بينها على هذين المحورين.
استقرار اقتصادي
وقال الدكتور تركستاني: انه من المعروف حرص المملكة على الاستقرار الاقتصادي على مستوى العالم ويتجلى ذلك في مواقفها تجاه انخفاض اسعار النفط العالمية وطيلة السنوات الماضية خلال تحليل المواقف التي تمر بسوق النفط العالمي كنا نرى دول أوروبا تعاني بعض الإرهاصات الاقتصادي، فكانت المملكة هي المرجح والموفق بين الدول وبالأخص دول الأوبك وهي مواقف- وإن انكرها البعض- تبقى مسجلة للمملكة، وأيضا تتحمل المملكة الخسائر فيما يعاكس سياستها الاقتصادية ونرى ذلك في تحول أمريكا ودول أوروبية إلى البحث عن النفط الصخري وذلك في سبيل إيقاف وارداتها من النفط الطبيعي والمعروف أن دول الخليج تعتمد بنسبة 90 % في اقتصادها على النفط، ويتسم اقتصاد المملكة العربية السعودية بالتوازن والاستقرار، وأيضا بالمشاركة الدولية وأنا أعتبر أن اقتصاد المملكة ليس اقتصادا محليا، بل اقتصاد دولي، وما ذاك إلا انعكاس لقوة الاقتصاد السعودي، ووجود مثل هذه القوى الاقتصادية ليس نفعا للداخل فقط بل أيضا للدول الخارجية والمواقف الإنسانية التي تجلت، مثل العراق وإعادة بنائها وكثير من الدول مثل فلسطين، وهناك أعداء للمملكة لا يريدون لها هذا الاستقرار السياسي والاقتصادي بل يريدون إضعاف الاقتصاد السعودي بحيث يهيمنون على الموقف ويكون لهم ذلك المشهد الاقتصادي والسياسي.
انعكاس إيجابي
وبين الدكتور تركستاني ان مشروع عاصفة الحزم، كان الأمر جلياً وهو ما عرف عن الحروب وتأثيرها السلبي على الأسواق والاقتصاد، وذلك لاضطراب البيئة وعدم وجود الاستقرار الذي لا يقوم الاقتصاد إلا به، ولكن الذي حصل في عاصفة الحزم هو عكس ذلك، حيث كانت انعكاسا ايجابيا على الاقتصاد، وتم ذلك بخلق نوع من الاستقرار النفسي لدى المستثمر ،كان موقف المملكة العربية السعودية غير واضح بسبب الظروف التي مرت بها الدول العربية المجاورة، وكان موقف المملكة عادة موقف المتعقل الكبير غير المتعجل، وهذا أمر مشهود للمملكة، وبعض الناس كان يعتقد ان هذا الأمر ضعف ولعدم وجود قوة رادعة، ولكن عاصفة الحزم أثبتت غير ذلك، حيث برهن الواقع ان رجال المملكة يستطيعون الوقوف أمام أي عدو، ونحن كلنا جنود وهذا حق من حقوق الوطن الغالي علينا، ونحن نعرف أن مايحصل ماهو إلا محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي.
ثقة واطمئنان
وتساءل الدكتور تركستاني: لماذا حصل عكس ما ينبغي أن يكون في هذه الحركة السياسية التي تجلت في المنطقة؟ الاستقرار السياسي أصبح مؤثرا إيجابيا على المستثمر، أصبح لدى المستثمر معرفة بان للمملكة قدرة عسكرية، وهذا أعطى ثقة واطمئنانا للمستثمر، هل حدث استبدال للسلع والخدمات؟ لا، فهذا عكس أي حرب حدثت، حيث يجب في الحروب أن تتبدل السلع والخدمات، ويصبح الناس يشترون كل شيء لادخاره، وذلك لداعي الخوف الذي سكن الناس، والحمد الله أن هذا الأمر لم يتم وبقي الاستقرار الاقتصادي كما هو، والسبب ان عاصفة الحزم كانت لردع العدو الذي يريد أن يزعزع الاقتصاد وبالتالي هي ساهمت في نجاح الفكر الاقتصادي، إذ ساهمت عاصفة الحزم في تعزيز الثقة لدى المستثمر المحلي والخارجي، وأيضا ساهمت في تعزيز الاقتصاد الداخلي حيث أصبح المستثمر يشعر باطمئنان الاستثمار.
تأمين الحدود
واشار الدكتور «تركستاني» الى ان تأمين الحدود وهي نقطة مهمة جداً في حالة عدم وجود هذا التأمين سوف يكون هناك ارتفاع في أسعار شركات التأمين، وهذا مما سينعكس سلبياً على أسعار السلع والخدمات ويؤثر اقتصاديا أما بالنسبة لليمن، فالمملكة تعتبر لليمن المساند الاقتصادي الأول على مستوى العالم، لماذا؟ لأن مليون مواطن يمني يعمل في المملكة، وذلك لوجود فرص العمل الموجودة في المملكة، وفرص العمل هذه دلالة لوجود قوة اقتصادية، ومما لا شك فيه أن الاستقرار المحلي للاقتصاد يشكل استقرارا لاقتصاد الدولة المجاورة، وهذه الأمور عند البعض غير سارة ولا يريدون لهذه الأمور أن تستمر ولا يريدون الاستقرار للاقتصاد، ولكن «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».
اتحاد الخليج
من جانبه اوضح الخبير الاقتصادي محمد بن فريحان خلال حديثه انه وقبل أن أتطرق إلى سوق الأسهم، أتحدث عن الاقتصاد وأؤكد «رب ضارة نافعة» في عاصفة الحزم هذه، علينا أن لا ننسى ما كان يدعونا اليه الملك عبدالله «رحمه الله» وهو الاتحاد الخليجي ويجب أن يكون لدينا اتحاد خليجي، أتوقع أن أهم القرارات التي سوف تتم بعد عاصفة الحزم هو البت في موضوع اتحاد الخليج، اتحاد الخليج هذا سيؤثر ايجابيا على المنطقة كاملة، في هذه الحالة سوف يكون لدينا قوة اقتصادية وسياسية وقوة في اتحاد الخليج مثل الاتحاد الأوروبي، وهذه القرارات هي من الانعكاسات لعاصفة الحزم.
معاهدات دولية
من جانبه اوضح المستشار القانوني انور فرحان ان العائق الاكبر الذي وقعت فيه اليمن هو قيام الميلشيات الحوثية باستقطاب الشباب وصغار السن وتجنيدهم وزرع الأفكار التكفيرية، وتمادوا في ذلك بجعل صغار السن يتمددون وبث ذلك عبر وسائل الإعلام بحيث يظهر الطفل، والمعاهدات الدولية نصت على تحريم وتجريم الاتجار بالبشر وما يقومون به هو اتجار بالبشر والإغراء بالمال لتحقيق مآرب لهم في زعزعة الأمن وبث القلق داخليا وخارجيا وهذا ما تسعى له الميلشيات الحوثية يمتدون ليصلوا إلى زعزعة امن المملكة، بالنسبة للأطفال يمنع منعا بات انتهاك حقوق الأطفال ويلاحظ أن أطفالا يقومون بالتكفير والسب ويعرضون في وسائل الإعلام واستخدامهم في شعاراتهم، وهذا مخالف لجميع الاتفاقيات الحقوقية لحق الطفل ونلاحظ أن ما تفعله الجماعات الحوثية كما تفعله الجماعات الارهابية باستغلال الشباب وحرمان دولة من تلك الثروة العظيمة، وقال فرحان ان عاصفة الحزم قطعت الطريق الممول للمليشيات الحوثية حيث انها تمارس عمليات الخطف والقتل العمد وبيع اعضاء البشر في مخالفة صريحة لقوانين حقوق الانسان المعمول بها دوليا.
تحالف عربي
من جانب اخر اوضح الخبير السياسي الدكتور عبدالرحمن النويصر ان هناك ملامح من عاصفة الحزم اعتقد أنها ستؤدي إلى ترسيخ الكثير من المفاهيم، الملمح الأول والأهم هو الأمن الاستراتيجي والأمن القومي وانطلق ذاتيا كما انطلق من المملكة وهذه خطوة مهمة جدا بمعنى عدم الاعتماد على الدعم الخارجي بشكل رئيس. والملمح الثاني حصول المملكة على تحالف عربي إسلامي وتأييد دولي وهناك أيضا انضمامات مستمرة في التحالف. والملمح الثالث: وحسب ما ذكر في واشنطن أن هذه الضربة هي الأقوى بعد حرب 1973، الملمح الرابع هو أن هناك نتائج مؤثرة وسريعة تم ملاحظتها في مؤتمر شرم الشيخ بقبول مسألة القوة العربية المشتركة، والملمح الخامس هو قصة الاتحاد الخليجي الذي كان فيها تردد أصبح قريب الحدوث، والملمح الأخير أن هناك قبولا كبيرا من المواطنين والمقيمين. وهذا القبول نابع عن إحساس بخطر قادم من إيران يهدد سلامة المنطقة. وبالنسبة للمستقبل لابد من عدم التركيز على الدعم المادي وإنما على تقوية الجانب الفكري فنحن ندخل حروبا فكرية أكثر منها مادية.
عقول الشباب
بدوره قال الحقوقي بجامعة الملك عبدالعزيز، حسن الاسمري: ان هناك ثغرة لم ينتبه لها احد، وهي ثغرة عقول الشباب، حيث يتم اختطاف عقول الشباب وتضليلها ولا يخفى على احد ان الشباب هم عماد الامة واملها ولديهم الحماس والقوة ولكن تنقصهم الخبرة والتجربة وأن هذا الحماس حصل فيه تضاد مع سياسة المملكة التي تتميز بأنها صاحبة النفس الطويل في اتخاذ القرارات والتروي، فعندما تحدث محاكمات وحوادث سياسية، تجد الشباب يريدون ان يجدوا لهم موقعا وتأثيرا، وهذا ملحوظ جدا مع بدايات الثورات والمناقشات الفكرية، ومع بداية عاصفة الحزم، واستيقظنا صباحا على اقلاع الطائرات واقلع معها كل فكر ضال وكل تصور خاطئ ومتشكك، واصبح هناك يقين بقدرة المملكة أن لها مقدرة للدفاع عن نفسها، وبالتالي زادت ثقة الشباب بنفسهم وتعمق ولاؤهم وتجذر انتماؤهم لوطنهم، وايضا من خلال استقراء الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي وغيره تجد شيئا غريبا، وهو رغبتهم في المشاركة مع رجال الامن ولو بأبسط الاشياء، البعض يريد ان يشارك بسلاحه والبعض بقلمه والبعض برأيه، وهناك تحولات جميلة وملحوظة بشأن الشباب وهي ان الشباب كان لا يستطيع تحديد بوصلته في أي قضية تحصل، لكن مع التطورات التي حصلت اصبح هناك امكان لتحديد البوصلة والانطلاق مع القيادة الرشيدة ووضع بصمته تجاه هدا الامر.
حكومة شرعية
من جانب اخر أشار اللواء الخبير العسكري الدكتور علي التواتي إلى انه وبشأن دعم المملكة لعلي عبدالله سابقا، فقد كانت تدعمه لانها تدعم حكومة شرعية والمملكة بسياستها لاتدعم الا الحكومات الشرعيه ولا تساند أي احد يتمرد على احد لكن للأسف كل الاموال ذهبت لبيوت الاحمر، وهذه ليست بيوتا بل قصور لا يملكها اغنياء العالم كل اموال المساعدات الدولية التي اعطيت من اجل تنمية الشعب اليمني صرفت على النفس والصديق والعزيز ،طبعا هذا بدوره ادى لحدوث غليان في 2011 وظهر في الشارع وقد ضاقت المملكة ذرعا بالحوثيين عندما اصبحوا يطلقون تهديدات للمملكة، والشر استشرى باليمن بسبب عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح، والاخير هو المتسبب الرئيس ،حيث تنازل عن السلطة شكلا وظل يمسك بمقاليد الجيوش ومقاليد السلطة وحين لزم الامر لم يتردد في الحث على حرق اليمن بدم بارد، فاطلق المدفعية والدبابات في الضالع والمحافظات الجنوبية، ووصل بهم الامر بلبس زي مدني والدخول للمدن وايضا دخول المنازل وجعل اهلها رهائن، فيطلقون النار من فوق سطوح البيوت على بعض المواقع، وهم متأكدون ان الطرف الاخر لن يرد خوفا من اصابة المدنيين، فهم وظفوا كل ما يخطر على بال الانسان من ادوات الشر في سبيل التشبث بالسلطة.
اعادة الوحدة
مضيفا ان عاصفة الحزم هبة من الله للشعب اليمني، لاعادة الاستقرار وانتخاب حكومته الوحدوية وهو ما اشار اليه الامير سعود الفيصل بقوله: نريد اليمن آمنا مستقرا موحدا، وحتى يفهم البعض ان الهدف ليس الفصل بين المحافظات اليمنية، وانما اعادة وحدة اليمن وتمكين كافة المكونات من الاشتراك في حكم بلدهم ونأمل ان تصبح عضوا كامل العضوية في دول مجلس الخليج ،وان تساهم الدول في بناء الاقتصاد اليمني والانسان اليمني، حيث الاطفال في اليمن يتم اقتيادهم من المدارس والجامعات والزج بهم في المليشيات بعد ان جعل علي عبدالله صالح اليمن ثاني افقر بلد في العالم بعد حكم 33 سنة، ولا يخجل ويريد ان يستمر ويورث ابناءه، حتى زيارة ابنه للرياض كانت عبارة عن طلب توريث.
قدرات وتدريبات
من جهة اخرى اشار اللواء الخبير العسكري عبدالله جداوي إلى وجود نوعين من القيادة العسكرية في الجيش هما القيادة الذهبية والقيادة الفضية، فالقيادة الذهبية هي من تتخذ القرارات، وتمتلك الكثير من القدرات والتدريبات الحديثة التي تعلمتها بمشاركة امريكا ودول اخرى، وهي تتدرب وكأنها تخوض حربا حقيقية، وهذا ما اعطى الجيش السعودي قوة، ولكن المملكة لا تدخل في حروب كثيرة ولكن جاهزيتها عالية، وكما قال وزير الخارجية سمو الامير سعود الفيصل: عندما تدق طبول الحرب فنحن جاهزون لها. وهناك تخطيط سليم من اعلى قيادة الى القيادة المنفذة في الميدان، والمملكة تتيح فرص عمل كثيرة للشباب في الانضمام للجيش والملاحظ ايضا ان هذه المعركة وحدت الصف، وجعلت خطاب الشباب في الوطن خطابا وطنيا واحدا.
تلاشي الأخطاء
وبشأن تساؤل: هل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وقرار عاصفة الحزم.. هو استمرار لنهج الملك فيصل في الدفاع عن اراضي الشعب العربي؟ افاد اللواء الخبير العسكري الدكتور علي التواتي أن الملك فيصل تعرض لهجوم اول ايام حكمه من اليمن الجنوبي، فكانت هذه هي الحرب الاولى بيننا وبين ذلك الجزء في اليمن، ومنذ ذلك الوقت تم بناء المدينة العسكرية في خميس مشيط، وبنيت القاعدة الجوية وبنيت القوى الجوية في جيزان وقسمت المنطقة الجنوبية الى ثلاث قطع، قطعة لها لواء مستقل وبنيت مدن جديدة، فأصبحت المنطقة الجنوبية عامرة بالسكان، وهذا استقطب المزيد من القبائل اليمنية والقصد هو أن الضربة الاولى علمتنا ان نحمي حدودنا، والضربة الاخرى ضربة الحوثيين في 2009م، فهذه علمتنا كيف نغير البنية العسكرية وكيف ننشئ مناطق جبلية، وفي هذه الضربة تم تلاشي جميع الاخطاء وتجهيز وحدات قتالية متخصصة في جميع انواع القتال الموجودة.
تحليلات شاملة للموقف قدمها المشاركون بالندوة
الخبراء تناولوا عملية عاصفة الحزم بالتحليل
اللواء جداوي متحدثا خلال الندوة
الزميل يحيى الحجيري خلال إدارته الندوة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.