جدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس التأكيد على «وجوب» استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المشلولة منذ أبريل، معتبرًا إياه عنصرًا أساسيًا في مكافحة التطرف الإسلامي ولا سيما داعش. وقال كيري في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم في وزارة الخارجية بمناسبة عيد الأضحى الذي بدأ المسلمون الاحتفال به مطلع الشهر: «إنه يجب أن نجد سبيلًا للعودة إلى مفاوضات (السلام) التي هي في النهاية وكما يعرف الجميع السبيل الوحيد لإحراز تقدم». وقال كيري: «كل مسؤول التقيته في الشرق الأوسط وغيره طالب وبشكل عفوي بضرورة إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كونه يشكل دافعًا للشباب للانضمام لتنظيم داعش والقتال في صفوفه، على الطرفين فهم هذه العلاقة، استمرار الصراع سيؤدي لنتائج كارثية كهذه». وانتقد اثنان من أعضاء الحكومة الإسرائيلية بشدة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بسبب ما قاله من أنه يجب استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من أجل المساهمة في مكافحة تنظيم الدولة وداعش مؤكدًا وجود علاقة بين القضيتين. وقال الوزير غلعاد أردان من الليكود: إن الوزير كيري يسجل أرقامًا قياسية جديدة من عدم إدراك ما يجري في منطقة الشرق الأوسط وطبيعة النزاعات الدائرة فيه. وهاجم وزير الاقتصاد الإسرائيلي زعيم حزب «البيت اليهودي» نفتالي بينت وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري على تصريحاته التي قال فيها: «إن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يزيد من قوة داعش»، معتبرًا أن هذه التصريحات تغذي «الإرهاب» العالمي. في المقابل قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس: إنه تعهد في حديث مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ألا يثور صدام داخلي أو مع اسرائيل حتى نهاية 2015 لإقناع الدول المانحة بتنفيذ قراراتها في موضوع إعمار قطاع غزة. وقال عباس ذلك في لقاء رجال أعمال فلسطينيين في رام الله: «سألني كيري حتى متى ستستمر التهدئة. أجبته إني لا أتنبأ بالمستقبل، ولكن على الأقل حتى نهاية هذه السنة والسنة والقادمة لن يكون أي صدام، وسأبذل الجهد لأن يبقى الهدوء إلى الأبد». إلى ذلك قال أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبدربه أمس: إن دعوة الولاياتالمتحدة والاسرة الدولة لاستئناف المفاوضات لا تتناقض والتوجه إلى مجلس الأمن. وقال: «مضمون لنا سبعة أصوات في المجلس منذ الآن ونحن بانتظار خمسة أخرى. سؤالنا للأمريكيين الذين يهددوت بالفيتو ما هو البديل الحقيقي في ظل الرفض الإسرائيلي لحدود 67 واستمرار البناء في المستوطنات». من جانبه أكد د.صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن مجلس الأمن الدولي يعتبر بوابة الشرعية الدولية ويجب ألا يغلق أمام فلسطين، وإن لدولة فلسطينالمحتلة الحق الكامل في الانضمام للمنظمات والمؤسسات والمواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الدولية، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية. وشدد عريقات في لقاء مع ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين جون جات راتر، وقناصل وممثلي، روسيا، والصين، والهند، وجنوب أفريقيا، والبرازيل، وتشيلي، والمكسيك، وفنزويلا، والأرجنتين على أن الحكومة الإسرائيلية مستمرة في سياستها الهادفة إلى تدمير خيار الدولتين عبر استمرار المستوطنات والإملاءات وفرض الحقائق على الأرض.