كل تكنولوجيا أو وسيلة حديثة تستوطننا، تأتي وتأتي معها عيوبها وفضائحها وافتضاحاتها، والأمثلة على ذلك كثيرة. خذوا مثلاً فكرة مقال اليوم والتي سأبدؤها بعبارة وردت في كتاب “ما خطر ببالي وحدث” لصديقي الأنيق أمجد المنيف، حيث يقول: (من حسنات تويتر أنه علّمنا متى يشرب السعوديون العصائر). الصديق أمجد هنا يعني العصائر الخاصة أو الليلية، لأن الحبيب أمجد –والله أعلم- بدأ يشعر من بعض التغريدات أن أصحابها على قدر كبير من تناول العصائر. من هنا أقول يبدو أن هذه العصائر ترفع المزاج، ليصل الكاتب أو المغرّد أو صاحب الإيميل أو صاحب الواتس أب إلى حالة غير طبيعية، تمتاز باللاتوازن، بحيث تستقر هذه الحالة في مرحلة بين العقل واللاعقل، ومتى وصل الإنسان لهذه المرحلة فإنه يأخذ راحته في الكلام والكتابة، ويبدأ يصرّح عمّا بداخله من شتم وتحقير وإيذاء لكل الناس الذين لا يستطيع أن يهاجمهم قبل شرب العصير. إنني أشاهد مغردين كثر يكتبون ثم يتراجعون، ويغرّدون ثم يختفون، وبعضهم يتذاكى ويتحايل علينا على اعتبار أننا قطيع من الأغبياء، ليقول لنا أن حسابه في تويتر أو في فيسبوك أو الإيميل قد تم تهكيره أو اختراقه، معتذراً عن كل إساءة أو قول مشين ورّطه فيه الهاكرز. من هنا يبدو عذر الاختراق مقبولاً عند السُّذّج أما الراسخون في التقنية فيعلمون أن هذه أعذار ضعيفة لا تصمد أمام سطوة الحقيقة، لأن الاختراق إذا تم لا يزول بسرعة، بل يحتاج أياماً وأحياناً أسابيع مع الاستعانة بالخبراء، ولي تجربة في هذا الشأن قد أرويها في يوم من الأيام. ومن أبرز التغريدات التي رسخت في الذاكرة أن أحد المغرّدين كتب كلاماً كثيراً بعد شرب العصير، فما كان من صديقنا اللمّاح والكاتب الشطّاح سلطان القحطاني إلا أن ردّ على هذا المغرّد قائلاً: لقد نصحتك بشرب الشاي الأخضر، فهو أفضل من شُرب العصير، لكن لم تأخذ بنصيحتي! حسناً، ماذا بقي؟ بقي القول: لله در شاعر العربية العملاق صديقنا أبو الطيب المتنبي، فقد صرّح لي قائلاً: وَلِلسِّرِّ مِنِّي مَوْضِعٌ لاَ يَنَالُهُ نَدِيمٌ.. وَلاَ يُفْضِي إِلَيْهِ شَرَابُ! لذلك ..يا قوم : اجعلوا قاعدتكم في تويتر : لا تغريد أثناء شرب العصير ..! أحمد عبدالرحمن العرفج تويتر: Arfaj1 [email protected] رابط الخبر بصحيفة الوئام: تأتي الخسائر عندما نشرب العصائر!