فيما التزمت اللجنة العليا والمختصة بمتابعة إجراءات نقل محافظة الخرخير لموقعها الجديد "الشقق"، ببرنامجها المعد سلفاً في المحافظة ولم تتوقف لمقابلة النازحين في الموقع الذي خيمت فيه حوالي 300 أسرة واكتفى أعضاؤها بالسلام فقط - حسب قول ساكني المخيم -، علمت "الوطن" من مصادرها أن هناك قوة أمنية وصلت للخرخير استعداداً لإجلاء سكان المخيم وإعادتهم لمساكنهم السابقة في حالة صدور توجيهات بذلك. وفي الوقت الذي رفض فيه محافظ الخرخير محمد بن علي الشهراني، الموافقة على خطاب فرع الجمعية الخيرية الذي طلبت فيه السماح بإغاثة الأسر النازحة، أوضح مصدر مسؤول في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن اللجنة العليا التي يرأسها وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق الدكتور أحمد السناني، المكلفة بتنفيذ آلية نقل المحافظة إلى الموقع الجديد اختتمت زيارتها للمنطقة في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس بعد أن زارت الموقع الجديد المسمى ب"الشقق"، ثم توجهت إلى مقر المحافظة، حيث التقى وكيل الوزارة ببعض الأهالي هناك واستمع إلى مطالبهم التي تضمنت المطالبة بمنحهم أراضي وتعويضهم عن منازلهم في الموقع القديم، وأكدت اللجنة للأهالي اهتمام وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وأمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله، بتلبية احتياجاتهم أولا بأول. وأضاف المصدر، في المساء نفذت جولة تفقدية على أحياء المحافظة ومن ضمنها الموقع الجديد الذي أحدثه النازحون بمشروع خادم الحرمين لإسكان أهالي ضحية ومقر قبيلة العوامر، بعدها غادرت إلى محافظة شرورة، مشيرا إلى أن محافظ الخرخير رفض طلبا للجمعية الخيرية بإغاثة النازحين، إلى جانب أن المحافظ أكد للجمعية أن هذه المساعدات قادمة من الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بنجران وهي مخصصة فقط للمسجلين لديها. من جهته، نفى معيوض هداف المنهالي، وهو من أعيان الخرخير أن يكون نزوحهم بسبب رفضهم للموقع الجديد للمحافظة المقترح في "الشقق"، مبينا أن هناك مطالبات من الجميع بأن تكون الخرخير الجديدة في جهة الشمال في "مورد صيغة" أو حولها والتي تبعد عن الموقع الحالي نحو 45 كلم، وقال: "خرجنا لأننا لا نملك منازل وسنعود لو تم توفير منازل خاصة ولو "بركسات"، مبديا استغرابه من تصريح مدير جمعية البر الخيرية والذي نشرته "الوطن" أمس والذي ينفي فيه حاجتهم للمساعدة، مبينا أن ذلك غير صحيح، حيث إن القلة منهم موظفون والبقية يحتاجون للمساعدات من الجمعية وغيرها، آملا من المحافظ أن يلتفت لهم خصوصا أنهم وضعوه في الصورة من خلال مخاطبتهم له فور نزوحهم. فيما أكد المواطن هداف سالم المنهالي، أن هناك مقترحا لتشكيل وفد أعيان القبائل التي تسكن الخرخير للوصول للجهات العليا لتقديم مطالبات السكان والتي من ضمنها موضوع نقل المحافظة، موضحا أن الأوامر الصادرة من الجهات الرسمية ستنفذ ولم يخالفها سكان الخرخير أو النازحون للموقع الجديد. وكانت "الوطن" قد نشرت على مدى اليومين الماضيين تفاصيل قضية النزوح الذي أقدمت عليه عدد من الأسر في الخرخير وصل عددها لنحو 300 أسرة، في خطوة وصفت من البعض بالاحتجاجية على توقف منح الأراضي في المحافظة منذ أكثر من 14 عاما، ولضيق المنازل التي يسكنونها مع ذويهم.