شهد قطاع غزة المنكوب بالعدوان الإسرائيلي الغاشم هدوءاً نسبياً أمس، مع قصف متقطع على مناطق مختلفة، رغم «الهدنة غير المعلنة». وسقط أمس 16شهيدا بينهم طفلان أحدهما في الرابعة. وتعرض مستشفى الشفاء في غزة لقصف اجرامي أوقع 7 شهداء،وتم انتشال جثامين سبعة آخرين من بين الأنقاض في بلدة خزاعة، ما رفع عدد الشهداء جراء العدوان الإجرامي إلى 1052 شهيداً معظمهم من المدنيين وبينهم 219 طفلاً و117 سيدة. وألقى طيران العدو منشورات على غزة تتوعد بتصفية فدايين من كتائب القسام وسرايا القدس. وأوقفت (اسرائيل) والمقاومة عملياً تبادل اطلاق النار قبيل حلول أول أيام عيد الفطر أمس، فيما دعا مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة الى وقف دائم لاطلاق النار. وجاءت الهدنة غير المعلنة التي بدأت قبل ساعات من الاحتفال بعيد الفطر، بعد يوم شهد اعلانات وانتهاكات لوقف اطلاق النار من الطرفين. إلى ذلك، قال مصدر عسكري إسرائيلي أمس أن قوات الغزو الاسرائيلية في قطاع غزة تحتاج إلى «عدة أيام أخرى» لإنهاء عملية اكتشاف انفاق المقاومة وتدميرها. ونقلت إذاعة العدو عن المصدر قوله إن قوات الاحتلال تركز جهودها حاليا على هذه المهمة، واصفا الوضع الان بأنه «هدنة بدون قيود». وقد قام رئيس الاركان الجنرال مجرم الحرب بيني غانتس ليل الأحد/ الاثنين بجولة ميدانية في محيط بيت حانون في شمال القطاع حيث التقى ضباطا وجنودا من لواء المشاة «الناحَل». ومازال 133 عسكرياً إسرائيلياً جريحاً يتلقون العلاج الطبي في المستشفيات بعد اصابتهم خلال العدوان الهمجي على قطاع غزة. من جانب آخر، شيع الغزيون أمس السيدة «جليلة» الضحية المسيحية الاولى للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة التي استشهدت في غارة دمرت منزلها. وجليلة البالغة من العمر 60 عاما تركت ولدين اصيب احدهما بجروح بليغة جراء الغارة الاسرائيلية التي استهدفت منزل العائلة بعد ظهر الاحد. وحمل النعش الابيض البسيط وعليه صليب اسود ليسجى في كنيسة القديس برفيريوس، كنيسة قطاع غزة الارثوذكسية. ويروي فؤاد عياد ابن شقيق جليلة «لقد ماتت تحت الانقاض سحقت ساقاها حين دمر المنزل فوق رؤوسهم. زوجها وابنها كانا في الداخل». وفي الكنيسة وقف قس ارثوذكسي بلباس اسود يتلو مقاطع من الانجيل ويحمل بيده القربان المقدس فيما سجي النعش تحت سقف تملأه صور القديسين المذهبة واسماؤهم بالعربية واليونانية. وفي اجواء الحزن هذه حمل احد ابناء الابرشية الميكروفون لادانة القصف الاسرائيلي. وصرخ غاضبا «هذه المرأة الفلسطينية، العربية والمسيحية ماتت تحت قصف الاحتلال الاسرائيلي». وتساءل «تقع المجازر كل يوم هنا أين هو المجتمع الدولي؟». طفل مشرد يحمل شقيقته في ساحة إحدى مدارس وكالة الغوث في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) أطفال يستغلون «الهدنة» لزيارة أقاربهم الشهداء ووضع باقات زهور على قبورهم (أ.ب)