جذبت السماء بنجومها وكواكبها الشعراء والحكماء والفلكيين لرصد تغيراتها وتحركها وتأثير ذلك على تغير الفصول وهذه التغيرات تنعكس اقتصاديا واجتماعيا على حياة الناس؛ لذا حرص الشعراء على إدراج هذه التغيرات وما يصاحبها من تغير في المواقع الفلكية في قبة السماء وقد استفاد المجتمع من هذا الرصد كون الحياة المعيشية قائمة على الزراعة والرعي والتي ترتبط بالتغيرات المناخية والتي ترمز لها النجوم ومن أمثلة ما قيل في حكم الفلك "إذا غابت الثريا عشاء دور لذودك رشا" يبين هذا المثل الفلكي أن غياب نجم الثرياء وقت العشاء يعني دخول الصيف ويترتب على ذلك اشتداد الحر وجفاف الغدران يعني ان يحرص صاحب الإبل وصاحب الأغنام على القرب من موارد المياه وتجهيز حبل جذب الماء من البئر (الرشاء) ولقد ذكر الفلكيون نجم الثريا لوضوحه واقتران تحركه مع دخول الفصول وخروجها يقول الخلاوي: حساب الفلك بنجم الثرياء مركب يحرص له الفلاح ولاطيب ويتطابق البيت التالي مع المثل السابق حول نجم الثرياء وغيابه عشاء: وإلى قارن القمر الثريا بحادي بعد عشرعقب القران تغيب وسبع وسبع عد له بعد غيبته هذيك الكنه تكون مصيب ومن خلال متابعة الشعر الفلكي يتبين ان الشاعر قام برصد الحدث من واقع المشاهدة ومع تغير ثقافات المجتمعات وتغير إيقاع الحياة لم يعد الشعراء يهتمون بالنواحي الفلكية ومسميات النجوم. وهناك من قام بوضع الحكم والأمثال لعامة الناس للاستفادة منها.