حذر قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي امس الثلاثاء من أن لبنان يقترب أكثر فأكثر من مرحلة الخطر في ظل تصاعد الأحداث في المنطقة، وفي ظل النوايا الإسرائيلية للنيل من لبنان وشعبه. وجاءت تصريحات قهوجي خلال لقاء موسع جمعه مع كبار ضباط القيادة وقادة الوحدات الكبرى، وعرض فيه توجهات القيادة للمرحلة المقبلة. وقال قهوجي "إن لبنان يمر بمرحلة خطيرة ويعيش لحظات حرجة في تاريخه، فيما تقترب النار منه". وأضاف "لقد أثبت الجيش طوال الأشهر الماضية، أنه قادر على منع انفجار الوضع الداخلي باستخدامه جميع السبل السياسية والعسكرية لكن ذلك لا يعني أن لبنان اجتاز مرحلة الخطر، لا بل يمكن القول إننا نقترب أكثر فأكثر منها في ظل تصاعد حدة الأحداث في سورية والمنطقة العربية، إضافة إلى النوايا الإسرائيلية الدائمة للنيل من لبنان وشعبه والأهم أن لبنان مقبل على استحقاقات كثيرة، تدفعنا إلى التنبه والحذر ومواكبتها بحكمة وتعقل". وشدد العماد قهوجي على أنه "انطلاقا من ذلك كله تكبر المسؤوليات الملقاة على عاتق الجيش ضباطا وجنودا". ودعا قائد الجيش الضباط إلى مزيد من الوعي واليقظة في هذه المرحلة، مستعرضا أمامهم التحديات الآنية التي يواجهها الجيش، وأولها "الإرهاب الذي تصاعد نشاطه مؤخرا عبر إطلاق الصواريخ أو تفجير عبوات ناسفة من قبل متطرفين". وتابع قهوجي "لقد تمكن الجيش من ضبط عدد من الخلايا الإرهابية في الآونة الأخيرة، لكن لا تزال هناك خلايا نائمة ويجب العمل بقوة على كشفها مع الحرص الكامل على حياة المواطنين لمنع يد الإرهاب من أن تضرب مجددا". ورأى قهوجي أن التحدي الثاني الذي يواجهه الجيش اللبناني هو " الوضع السوري وما يمكن أن ينتج عنه من ارتدادات على الحدود اللبنانية والمناطق المتاخمة لها"، مشيرا إلى أن الجيش "يعمل بكل ما في وسعه من أجل ضبط تلك الارتدادات إضافة إلى مشكلة النازحين السوريين التي تتفاقم يوماً بعد آخر وتؤثر في شكل مباشر على أوضاع لبنان الاجتماعية والسياسية والأمنية". وأضاف قهوجي أن التحدي الثالث الذي يواجهه الجيش هو " الحوادث الأمنية المتنقلة مع ما تحمله من بذور تفلت أمني يشمل مختلف المناطق". وشدد قهوجي على أنه "في ظل حكومة مستقيلة وفي ظل تفاقم الخلافات والانشقاقات السياسية فإن الجيش يبقى صامدا موحدا، ومتعالياً على الاستهدافات التي طاولته مؤخرا من أجل مصلحة الوطن وهو حريص أن يكون على مستوى الأحداث الخطرة التي يمرّ بها لبنان، فلا ينزلق إلى متاهات السجالات". وأوضح قهوجي أن الجيش اللبناني "وبقدر حرصه على تمتين علاقاته مع جميع القيادات السياسية لن يسكت عن أي تطاول وأذى يتعرض له لبنان والجيش، متسلحاً بحكمة كافية، كي لا يزيد من عمق الانقسامات الموجودة ضمن المجتمع اللبناني، وكي يبقى الجيش لجميع شرائح المجتمع وطوائفه".