هذا الخطأ اللغوي والمشار اليه في العنوان، والذي يملأ لوحة إعلانية كبيرة في وسط واحدة من مدننا الرئيسية، ليس الأول ولن يكون الأخير، طالما أننا نفتقد إلى آلية نحافظ من خلالها على لغتنا من براثن تجار اللوحات والذين لا يهمهم "يداك" أو "يديك"! ولا يهمهم أيضاً كوننا مهبط الوحي العربي، وأن مثل هذه الأخطاء اللغوية التي تعلو شوارعنا ستلفت النظر السلبي لنا أكثر من غيرنا. أتذكّر أن أحد الأصدقاء سألني قبل أكثر من عشر سنوات عن مؤسسة وطنية تتعامل مع اللوحات بشكل مستمر، وأنه حاول أن يجد خطأً لغوياً في لوحة واحدة، فلم يجد، وأنه حين سأل عن السر، أخبروه بأن أي لوحة يتم تعليقها يجب أن تمر على مجموعة تمثل كل التخصصات الفنية الجمالية واللغوية والنظم الدارية. هذه المجموعة تعطي اللوحة رقماً رمزياً وتعيدها للإدارة المعنية. هذا الرقم يعني امتلاك اللوحة للشروط التي تؤهل تعليقها. اليوم، لم يعد هذا موجوداً في تلك المؤسسة، مما جعل لوحاتها تشبه حراجاً من الألوان المتناقضة والرسوم المتنافرة والأخطاء اللغوية. يا ليت هذه المؤسسة تعود لسابق عهدها، ويا ليت أمانات المدن تستفيد من هذه التجربة، حماية لشوارعنا من اللوحات البشعة، بصرياً ولغوياً.