أعلنت روسيا الاثنين أن قواتها سيطرت على قرية نوفوميخيليفكا الواقعة على بعد 40 كيلومترا جنوب غربي مدينة دونيتسك الأوكرانية في تقدم هو الثاني الذي تعلنه خلال يومين، ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من التقدم الروسي الذي أعلنته وزارة الدفاع، وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها الصباحي الدوري أن القوات الأوكرانية واصلت صد المحاولات الروسية للتقدم قرب القرية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها الجنوبية سيطرت بالكامل على نوفوميخيليفكا «وحسنت الوضع التكتيكي على جبهة القتال». وأفادت روسيا الأحد بأنها سيطرت على قرية بوهدانيفكا الواقعة إلى الشمال. وتقع بوهدانيفكا شمال شرقي تشاسيف يار، وهي بلدة استراتيجية على أرض مرتفعة يمكن أن تفتح الطريق أمام روسيا للتقدم في العديد من «المدن الحصينة» في شرق أوكرانيا في حال الاستيلاء عليها. وإذا تأكدت المكاسب الروسية فسيسلط ذلك الضوء أكثر على ضرورة تلقي أوكرانيا لمساعدات عسكرية أميركية جديدة تزيد قيمتها عن 60 مليار دولار بشكل عاجل بعد أن وافق عليها مجلس النواب الأميركي يوم السبت. ومن المقرر أن تحصل على موافقة مجلس الشيوخ ويوقع عليها الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع. من جهته حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف الاثنين، من أن الوضع على الجبهة الأوكرانية سيسوء بحدود منتصف مايو وأوائل يونيو وستكون «فترة صعبة»، وسط مخاوف من هجوم روسي جديد. وقال بودانوف ردا على سؤال عن الوضع على الجبهة في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) «دعونا لا نخوض في الكثير من التفاصيل لكن ستكون هناك فترة صعبة في منتصف مايو وأوائل يونيو». وأضاف أن الجيش الروسي «ينفذ عملية معقدة». وأضاف «نعتقد أن وضعاً صعباً إلى حد ما ينتظرنا في المستقبل القريب، لكن يجب أن نفهم أنه لن يكون كارثياً»، مشيرا إلى أن «نهاية العالم لن تحدث خلافا لما يقول كثيرون في الوقت الحالي لكن ستكون هناك مشاكل اعتبارا من منتصف مايو». ويمر الجيش الأوكراني بمرحلة حساسة إذ يواجه نقصا في المجندين الجدد والذخيرة بسبب التأخير الكبير في تسلم المساعدات الغربية ولا سيما الأميركية. من جانب آخر أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن مصادرة الأصول الروسية المجمدة لصالح كييف هو إجراء غير قانوني سيخضع لتدابير انتقامية وإجراءات قانونية. وقال بيسكوف «هذا تعدٍ على ممتلكات الدولة، وعلى الممتلكات الخاصة. وهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُنظر إليه على أنه إجراءات قانونية»، بحسب ما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء. وأضاف بيسكوف «بناء على ذلك، فإنها ستكون، موضوعا لنوع من الإجراءات الانتقامية، وموضوعا للتقاضي. وكلاهما سيكونان عملية معقدة للغاية، لكنها ستكون ضارة جدا بالمصالح الاقتصادية للولايات المتحدة». وأضاف بيسكوف «إذا تم تنفيذ مثل هذه الإجراءات، بطبيعة الحال، فإن العديد من الدول، والعديد من المستثمرين سوف يفكرون عشر مرات قبل القيام بأي استثمارات في الاقتصاد الأمريكي أو تخزين ممتلكاتهم هناك». وتابع بيسكوف، معلقا بشأن حزمة المساعدات الأميركية الجديدة لأوكرانيا، «في الأساس لن يغير ذلك الوضع في ساحة المعركة.. بالطبع، لن تؤدي الأموال المخصصة والأسلحة التي سيتم توريدها مقابل هذه الأموال إلى تغيير في هذه الديناميكية، بل ستؤدي إلى سقوط ضحايا جدد في صفوف الأوكرانيين، وسيموت المزيد من الأوكرانيين، وستعاني أوكرانيا من خسائر فادحة»، وأشار بيسكوف إلى أن الكرملين سينظر في القرارات المتخذة وسيحاول على أي حال التقليل من عواقبها من خلال العمل من أجل المصالح الوطنية للبلاد.