لنعتبر أن اجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام بالمنتجين "لم أتشرف بحضوره" وما دار فيه من حوار حول أهمية أن يكون للمنتجين برنامج عمل بعيدا عن "قدر الله على وصرت منتج" وما سبق هذا الاجتماع من أخبار عن إيقاف التعميدات واتخاذ آلية جديدة للإنتاج هو بداية لزمن الاحتراف. حيث إنه من غير المقبول أن يتحول المنتج أو من يدور في فلكه إلى متسول يبحث عن فرصة عمل أو أن يربط رزقه ورزق "عياله" بما يصدر من تعميدات وخصوصاً للمنتج الورقي "رخصة وملخص". هل يحق لي أن أحدثكم كمثال عن تجربتي أنا وبعض زملائي المنتجين؟ عندما بدأت قبل 28 عاماً لم أكن انتظر من التلفزيون أن يكلفني، كنت أنتج وأبيع عشرات المسلسلات العربية والمحلية والعديد من الأعمال المتنوعة وعندما انحسرت فرصنا أنا وزملائي في المتابعة في الإنتاج العربي توجهنا صوب التلفزيون السعودي ودخلنا دائرة "أرجوك عمدني" والتي لم تمر يوماً بالاحترافية إطلاقاً بل كانت هبات تمنح لهذا وذاك بعدها دخل المنتج الممثل "وأكل الأخضر واليابس" وخرج من الساحة كثيرون وبقي عدد قليل من المنتجين قد يحصل أفضلهم على عمل كل ثلاثة أعوام ولهذا بقي الإنتاج "تسالي" فالاحتراف أن تعمل على مدار العام وبخطط مدروسة وأن تجعل القنوات هي من تبحث عن إنتاجك لا أن تتسولها فهذا لا يليق بالمستثمرين وما أقلهم. الآن الاحترافية تتطلب منا "وبعد أن أغلق هذا الباب وأرجو أن يكون قولاً وفعلاً وأن لا نرى استثناءات لأي فرد كان" أن نعمل وفق تخصصاتنا فإن كنت ممثلاً أو مخرجاً أو كاتباً أو فنياً فالتزم بمهنتك وستتلقى العروض وعليك أن تبدع وأن تلتزم ولا بأس أن تستثمر بعضاً من مدخراتك في كيان إنتاجي قوي، أما إن كنت منتجاً فعليك أن توسع قاعدتك بدمج بعض الكيانات الأخرى معك والتحول للتخصص بمعنى أن لا تكون المنتج الشامل حيث إن الاحترافية تتطلب منا أن نؤسس شركات متخصصة في قطاعات متعددة، لنقل على سبيل المثال أن الأولى للأفكار وكتابة النصوص، والثانية لإدارة أعمال الممثلين وتجهيز الطواقم، والثالثة للخدمات الفنية، والرابعة للأستوديوهات ومواقع التصوير، والخامسة للمؤثرات والموسيقى، والسادسة للمونتاج والمكساج والجرافيك، والسابعة لفرق الإنتاج "مديرون ومنفذون ومساعدون" وغيرها كثير. شركات يلجأ لها الكيان الإنتاجي الاحترافي سواء كان الهيئة أو المنتج المستقل لتتولى التكامل بالتخصص فنظفر بإنتاج متميز لوجود تميز في كل قطاع من قطاعاته وتأسيس مثل هذه الشركات عبر الاندماج بين من هم على الساحة وتحديد رؤوس الأموال يحتاج إلى جهة تنسيق حتى لا نكرر التخصصات في منطقة واحدة وأن تتوزع هذه التخصصات على المناطق الرئيسية في المملكة وهو دور يجب أن تلعبه جمعية منتجين قوية وهو ما لا يتوفر لدينا الآن فما يسمى بجمعة المنتجين السعوديين هو كيان هش وضعيف ويكفي من ضعفه أن لا مبادرات له في وضع تصور للمرحلة المستقبلية منذ تأسيسه ولهذا أنصح أعضاءه بإعادة بناء هذا البيت الذي تحول إلى جمعية للمباهاة بالمسميات والبعد عن الإنجازات التي تخطط لجعل الإنتاج صناعة إعلامية قوية ولهذا يا معالي الوزير لقد طلبتَ في اجتماعك بالمنتجين تصوراً للمرحلة القادمة ولعلي عبر مقالي هذا وضعتُ بعض النقاط ولا علم لي بما يمكن أن تحققه جمعية المنتجين من تصور "لأنه لن يمثل الكل" ولهذا أرجو من الهيئة ومن معالي رئيسها بلورة الأفكار التي تصل من المنتمين لهذه الجمعية ومن لا ينتمون لها حتى لا نحرم من فكر الكل على حساب البعض.. ومرحباً بزمن الاحتراف ووداعاً لزمن "إخواني قدر الله علي وصرت منتج".