لم يعد الحديث عن الأعمال المحلية مجدياً فالضرب في الميت حرام, وما زلنا نشاهد مزيداً من الاستهبال, ومزيداً من السوء, لكن الجديد في موضوع الأعمال المحلية هو تهديد بعض المنتجين بخروجهم من التلفزيون السعودي والاتجاه إلى القنوات الخليجية بحجة عدم تقدير التلفزيون السعودي لأعمالهم مالياً ورقابياً, وذلك رغم الدعم الكبير الذي منحهم إياه التلفزيون السعودي عندما وافق على تعميدهم بمبالغ كبيرة وعندما عرض أعمالهم السيئة شكلاً ومضموناً. كل ما أرجوه ألا يكون لدى القائمين على الإنتاج بالتلفزيون السعودي اهتمام بتلك التهديدات, ذلك لأن التلفزيون وبشهادة الجميع لم يقصر في دعم هذه الأعمال المهترئة التي أعادتنا إلى "الدراما المدرسية السابقة" كما يقول زميلنا محمد الرشيدي, وعليه فإن أكبر خدمة يقدمها لنا التلفزيون السعودي هو أن يسمح لهؤلاء بالرحيل إلى قنوات أخرى ليمارسوا فيها "فشلهم" الفني الذريع. ولعلي هنا ألتمس من معالي الوزير الدكتور خوجة بأن لا يشفق على هؤلاء المنتجين الذين منحهم معاليه فرصاً كبيرة ومتكررة, وليدعهم ينتقلون للقنوات الأخرى كما يرغبون, ذلك لأن الدكتور خوجه قدم للإنتاج المحلي العديد من المكتسبات التي لم يكن أولئك المنتجون يحلمون بها يوماً من الأيام بل إن التاريخ سينصف معاليه, حين يذكر أن التلفزيون السعودي ساهم بل صنع نجومية أسماء كان بعضهم يحلم بدخول بوابة التلفزيون والحصول على تعميد لا يتجاوز عشرة بالمائة من مما يحصل عليه الآن, وبالتأكيد لن يخرج أحد منهم ويتهمني بالمبالغة لأنهم يتذكرون معاناتهم في سالف الأيام. أرجوك يا معالي الوزير دعهم يغادروا ولن يلومك أحد, لأن ما قدمته لهم ولغيرهم من المنتجين لم يقدم خلال السنوات العشرين الماضية, والدعم الذي وجدوه من معاليكم شخصياً واهتمامكم الكامل والمباشر على ما يواجههم من عقبات في السابق لم يكونوا يحلمون ولو بجزء يسير منه. أرجوك معالي الوزير دعهم يرحلوا ليروا بأعينهم بعد فترة من الزمن أن النجومية اكتسبوها من التلفزيون السعودي, وسيفقدونها عند غيره من المحطات الأخرى. وأنا هنا بالمناسبة لا أتحدث عن منتج بعينه بل عن أغلب من ينتج بالساحة الإعلامية حالياً ينطبق عليهم هذا الكلام, وأستثني منهم واحداً أو اثنين فقط هما اللذان يعملان بحرفية ووعي وذلك لأنهما ليسا ممثلين ولا يهمهما سوى الإنتاج بطريقة احترافية.