قال وزير خارجية فلسطين الدكتور رياض المالكي أمس، إن فرنسا تراجعت عن مبادرتها السياسية الرامية إلى تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن لإعادة إحياء العملية السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مرجحاً أن يكون السبب ضغوطاً أميركية وإسرائيلية. وقال المالكي في ختام لقائه وزير خارجية اليونان نيكوس كوتزياس في رام الله، إن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أبلغ وزراء خارجية عرباً في لقاء أخير عقد في القاهرة، أن مبادرته لم تحظ بتوافق في مجلس الأمن يؤهلها للنجاح، ولذلك فإنه يعدّ فكرة بديلة تقوم على تشكيل لجنة دولية داعمة للمفاوضات في حال استئنافها. وأضاف المالكي أن الوزير الفرنسي سيعرض اقتراحه هذا في افتتاح الدورة السنوية الجديدة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) القادم. ووفق المالكي، فإن اقتراح لوران فابيوس ينص على تشكيل لجنة لدعم المفاوضات تضم أعضاء دائمين في مجلس الأمن وبعض الدول العربية، مثل السعودية ومصر والأردن وغيرها. وصرح المالكي لإذاعة صوت فلسطين أمس، بأن «فرنسا برّرت الخطوة التي اتخذتها بأنها تريد انتظار توافر معطيات مجلس الأمن لصالح المشروع، وبتوافق الفرقاء كافة، بمن فيهم الولاياتالمتحدة»، مشيراً إلى أن التراجع الفرنسي «جاء نتيجة ضغوط إسرائيلية وأميركية كبيرة، نجحت في إحباط المشروع الفرنسي». وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في تصريحات أخيرة، أن المبادرة الفرنسية لم تعد على الطاولة. وعارضت إسرائيل بشدة المبادرة الفرنسية التي نصت على إعادة إطلاق المفاوضات لمدة 18 شهراً يجري خلالها التفاوض على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 67. ونصت المبادرة أيضاً على جعل القدس عاصمة للدولتين وعلى التوصل إلى حل لقضية اللاجئين. وتعهدت فرنسا في مبادرتها التي تراجعت عنها، بالاعتراف بدولة فلسطين بعد نهاية فترة المفاوضات. وكان فابيوس زار كلاً من فلسطين وإسرائيل والأردن ومصر الشهر الماضي، وأعلن بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن أفكاره المتعلقة بتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن «لاقت ترحيباً ودعماً فلسطينياً».