أكد وزير الخارجية القطري خالد العطية اليوم (الإثنين)، أن حرص قادة دول مجلس التعاون الخليجي على انعقاد فعاليات أيام المجلس يكشف رغبتهم الحقيقية في إعلاء قيمة المواطن الخليجي، وتكريس حقه في المشاركة الفعلية في الشأن العام، وفقاً للمفهوم الصحيح للمواطنة. وقال العطية خلال فعالية «أيام مجلس التعاون» ان مسيرة مجلس التعاون الخليجي حققت للمواطن الخليجي العديد من الأهداف المنشودة في شتى المجالات. وأضاف: «في المجال التنموي خطت دول المجلس خطوات متقدمة في برامجها التنموية الوطنية، وتعزيز شراكاتها الإقليمية والعالمية»، معبراً عن شعوره «بالارتياح بعد النجاحات التي تحققت على المستويات الوطنية لدول المجلس والشراكات الخارجية التي تأسست، بالاستناد إلى الأطر والأوليات التي أقرتها الأممالمتحدة الهادفة لتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها، وهذا ما تؤكده المؤشرات الدولية في هذا الشأن». ونقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) عن العطية قوله إن «المجلس حقق العديد من الأهداف الاستراتيجية في العديد من المجالات المالية والتجارية والمواصلات والجمارك والتعاون الكهربائي، وغيرها من المجالات الأخرى، فضلاً عن المساواة التامة بين مواطني مجلس التعاون في العديد من المجالات سواء التجارية أو غيرها». وأشار إلى أن «التجانس بين الدول الأعضاء أسهم في تمكين المجلس من تبني مواقف موحدة تجاه القضايا السياسية، وسياسات ترتكز على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سيادة كل دولة على أراضيها ومواردها، واعتمادها مبدأ الحوار السلمي وسيلة لفض المنازعات وتوفير بيئة تقوم على التسامح والوسطية والتنوع وقبول الآخر، الأمر الذي أعطى المجلس قدراً كبيراً من المصداقية بصفته منظمة إقليمية فعالة في المنطقة بل وفي العالم». ونوه وزير الخارجية القطري إلى أن «المجلس أصبح رافداً لا غنى عنه لنصرة ومساندة القضايا العربية والإسلامية والعالمية في المحافل الدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أنه «في مجال مكافحة الإرهاب، استطاعت دول المجلس التصدي بنجاح للهجمة الجائرة التي حاولت الربط بين الإسلام والإرهاب، إذ أكدت على أن الإسلام دين يعارض الإرهاب في صوره وأشكاله كافة، كذلك فإن سياسة المجلس تشاطر العالم الحر الكثير من المفاهيم والقيم الحضارية وفي مقدمتها قيم الاعتدال والتسامح والتعايش مع الآخر». وأكد أنه في الوقت الذي تؤيد دول مجلس التعاون حق الدول في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، فإن موقفها ثابت من إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية التي تشكل التهديد الأخطر للأمن والسلم في المنطقة والعالم، لافتاً إلى أنه «في هذا الإطار يجري مجلس التعاون العديد من الحوارات الاستراتيجية مع دول ومنظمات إقليمية بهدف تعزيز العلاقات معها، وفتح آفاق جديدة لتوسيع مصالح دول المجلس في جميع الأصعدة على المستوى الجماعي». وشدد العطية على أن «إيمان دول المجلس بأهمية مبادئ حقوق الإنسان وتمسكها بالمسؤولية التشاركية في هذا الجانب على الصعيدين الوطني والدولي، جعلت دول المجلس تحرص على ترجمة التزاماتها في هذا الشأن لتعزيز وحماية حقوق الإنسان على المستوى الوطني، ومن خلال العمل الجماعي للدفاع عن الحقوق الفردية والجماعية وتعزيز حقوق الإنسان في العالم»، معرباً عن أمله في أن «يستكمل مجلس التعاون الخليجي مسيرته المباركة لتحقيق الأهداف المنشودة للمواطن الخليجي ابتداء من التعاون والتكامل إلى الاتحاد المنشود في شتى المجالات».