تنحو العلاقات بين روسيا وحلف شمال الاطلسي الناتو نحو مزيد من التوتر. وتعزز حوادث الايام الاخيرة مزاعم بعض المراقبين أن اندلاع مواجهة جديدة بين الطرفين وشيكة. ويتجنب هؤلاء المراقبون وصف المواجهات المقبلة ب"الحرب الباردة الجديدة". وكثف"حلف شمال الاطلسي"أنشطته، اخيراً، في جوار روسيا، وخصوصاً في بحر البلطيق، وتابع اختبار روسيا غواصة"آمور"الحديثة الصنع. وبحسب مصادر غربية، ترى قيادة"الناتو"أن هذه الغواصة تسعى الى جس قدرة"الناتو"على حماية مياهه الإقليمية، وأن الطائرات الحربية الروسية تستطلع قدرة الحلف على حماية أجوائه. ولا يخفى على أحد ان اختبار الغواصة الجديدة جاء بعد مرور ايام قليلة على اعلان موسكو استئناف طلعات طيرانها الحربي الاستراتيجي فوق مياه المحيطين الاطلسي والهادئ، وإجراء تدريبات ومناورات عسكرية في مختلف المناطق الروسية، وفي منطقة حوض القطب الشمالي. ورأى مراقبون ان هذه الاجراءات الروسية العسكرية تبعث الغرب على القلق من الانتشار العسكري الروسي الواسع في مناطق عدة في العالم، للمرة الاولى منذ أعوام. والحق ان قلق الغرب في غير محله. فبعد 1991، فقدت روسيا جميع حلفائها بأوروبا. وتعجز الموازنة العسكرية الروسية عن مجاراة موازنة الولاياتالمتحدة العسكرية، ناهيك عن مجاراة موازنات دول"الناتو"العسكرية مجتمعة. وعليه، تنتفي مبررات رد تكتل الدول الغربية العسكري على طلعات القاذفات الروسية واختبار الغواصات الروسية. ولكن قيادة العالم الغربي العسكرية توحي بأن روسيا قد تصبح دولة"عسكرية مارقة". ويسوغ هذا الزعم نشر المنظومة الصاروخية الدفاعية الاميركية بشرق أوروبا، وضم بلدان الجوار الروسي، على غرار جورجيا، إلى حلف"الناتو". وثمة في الغرب من لا يصدق هذه البروباغندا، ولا يقبل اتهام روسيا بالتخطيط لأعمال عدوانية. ويرى الخبير الاميركي كليف كابتشان أن القيادة الروسية تسعى الى استعادة نفوذها في العالم، في حين أن الولاياتالمتحدة تنظر إلى روسيا على أنها بلد ضعيف. عن فلاديمير سكوسيروف، "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، 27/8/2007