قبل ستة أشهر فقط كانت ليتزيا أورتيز واحدة من ملايين الفتيات الاسبانيات العاملات، وإن كانت مشهورة، باعتبارها مقدمة نشرات الأخبار في قناة التلفزيون الحكومية "تي في إي". والفتاة البالغة من العمر واحداً وثلاثين عاماً تقود سيارتها إلى عملها يومياً ثم تعود إلى شقتها في فالدي بيرناردو أحد أحياء مدريد الحديثة. لكن الأمور بدلت حياة الإعلامية النشيطة التي صارت تعرف رسمياً باسم دونا ليتزيا - بعد أسابيع قليلة لتتحوّل إلى لقبها "الأميرة ليتي". وبعد إعلان خطوبتها الى ولي العهد الأمير فيليب 36 عاماً في تشرين الثاني نوفمبر الماضي بدأت الشقراء الجميلة تلقّي دورة تدريبية مكثفة في كيفية التعامل مع الحياة الملكية قبل زواجها في 22 أيار مايو المقبل في إحدى أكبر المناسبات الملكية هذا العام. وكانت ملكات أسبانيا في الماضي يولدن ليحكمن مثل الملكة صوفيا والدة زوج ليتزيا باعتبار ما سيكون مستقبلاً. وكانت الملكة صوفيا أميرة يونانية قبل زواجها من الأمير خوان كارلوس الذي اعتلى العرش عام 1975، فلم تعرف اسبانيا من قبل ملكة مثل ليتزيا، وهي مطلقة، من عامة الشعب. وعلى رغم أن العائلة المالكة الاسبانية لم تعد تحيط نفسها بعشرات من الخدم والحشم، فإن هناك بروتوكولاً يجب أن يحترم وقد خالفته ليتزيا خلال إحدى المناسبات العامة الأولى التي ظهرت فيها إلى جوار فيليب. فعندما كان الخطيبان يتجاذبان أطراف الحديث مع الصحافة قاطعت العروس المنتظرة - خليفة عرش البوربون صائحة "دعني أتحدث". نسي الأمير الجميل الطبع الأمر لكن الصحافية السابقة التي تنشد الكمال تبدو مصممة على تعلم متطلبات دورها الجديد وعلى ألا تنزلق إلى زلات من هذا القبيل مرة أخرى. فقد قللت بعد انتقالها إلى جناح الضيوف في قصر زارزولا الملكي من ظهورها في المناسبات العامة وراحت تركز بشدة على تعلم كل شيء عن مهنتها الجديدة - مهنة أميرة أستورياس - زوجة ولي العهد الذي يحمل لقب أمير أستورياس. وتتابع ليتزيا دروسها لدى عدد من المعلمين بينهم خبير لغويات بريطاني يعلمها الانكليزية وخبراء يساعدونها في استذكار تاريخ أسرة البوربون وغيرها من الأسر الملكية الأوروبية. وتقول مصادر ملكية ان ليتزيا تتعلم قواعد البروتوكول الدقيقة تدريجاً من خلال مرافقتها لأفراد الأسرة المالكة في المناسبات العامة. ثم عادت ليتزيا بعد ذلك لتكثيف ظهورها في المناسبات العامة فرافقت بعض أفراد الأسرة المالكة في زيارة لاحد مستشفيات مدريد لمواساة ضحايا تفجيرات 11 آذار مارس. وانضمام ليتزيا إلى الأسرة الملكية يجبرها أيضاً على تعلم هوايات جديدة مثل الصيد والتزلج والتجديف. ويقال ان الإعلامية السابقة أبلت بلاء حسناً في هذا المضمار إلى حد أنها صارت تعرف مختلف أنواع البنادق وتميزها بعضها عن بعض، كما أنها أصبحت بارعة في التزلج إلى حد أن المعلقين بدأوا يشكّون في أنها لم تعد ترتكب أخطاء كبيرة. ثمة انتقاد آخر وُجّه إلى ليتزيا مفاده أنها تسمح لشخصيتها الشابة المفعمة بالحيوية بأن تفسح الطريق أمام شخصية أكثر وقاراً ومحافظة، لكن هذا لا يزعج الاسبان الذين يحبون العروسين.